الصفحة الأساسية > الأخبار > الرئيس ومبادرة مسعود...قراءة في ثلاثة سيناريوهات محتملة

الرئيس ومبادرة مسعود...قراءة في ثلاثة سيناريوهات محتملة

الاثنين 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012  00:21

ما زال الغموض يلف حتى الآن، مستقبل مبادرة رئيس الجمعية الوطنية، للخروج من الأزمة السياسية، فلا رئيس الجمهورية أتى على ذكرها خلال تصريحاته الأخيرة للصحافة، ولا الذين قابلوا ولد عبد العزيز حتى الآن، سألوه بوضوح عن موقفه من تلك المبادرة.

وما زاد هذا الغموض غموضا، هو الحالة الصحية للرئيس، فلا هي بالجيدة جدا، بحيث تسمح له بالبقاء في المربع الأول، والاستمرار في صراعه مع منسقية المعارضة، ولا هي بالسيئة جدا، بحيث تدفعه إلى تقديم تنازلا ت لخصومه السياسيين، بغية حلحلة الأزمة.

ومع ذلك فإن الخطاب الذي سيلقيه رئيس الجمهورية، عشية الذكرى الثانية والخمسين لعيد الاستقلال الوطني، ينتظر أن يكون حاسما في مستقبل "مبادرة مسعود"، إذ سيجد ولد عبد العزيز نفسه يومها، أمام ثلاثة سيناريوهات، عليه أن يحسم أمره ويختار واحدا منها:

1 السيناريو الأول: قبول المبادرة

ومؤداه أن يعلن ولد عبد العزيز، وبلغة واضحة ولا تقبل التأويل، موافقته على مبادرة مسعود، وبذلك يكون الرئيس قد رد الجميل لرجل كانت له مواقف أخلاقية وإنسانية خلال فترة غيابه، أشاد بها القاصي والداني، وتحمل في سبيلها الكثير من النقد، خاصة من قبل حلفاء الأمس، في منسقية المعارضة الديمقراطية. وبموافقة ولد عبد العزيز، ستكون الكرة قد أصبحت في مرمى المنسقية، ومع أن سقف مطالب هذه الأخيرة، يبدو وكأنه تجاوز حدود "المبادرة"، إلى ما بات يعرف ب"المرحلة الانتقالية"، إلا أن كل المؤشرات توحي بأن المنسقية ستوافق هي الأخرى على مقترح ولد بلخير، باعتباره الطريق الوحيد المتاح حاليا، أمام جميع الفرقاء السياسيين، للخروج من عنق الزجاجة بأقل ثمن، ودون أن يكون هناك رابح أو خاسر.

2 السيناريو الثاني: رفض المبادرة

وخلاصته أن يعلن ولد عبد العزيز أنه لا داعي لحوار جديد، بعد الذي جرى بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة، وأن الجهود يجب أن تنصب على تطبيق بنود ذلك الحوار، وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وهو ما سيعني ضمنيا، رفضه لمبادرة رئيس الجمعية الوطنية.

وعندها ستتجه الأنظار إلى الرئيس مسعود ولد بلخير، لمعرفة ردة فعله على موقف الرئيس، وما إذا كان سيتقبل الأمر بروح رياضية، ويواصل طريقه مع النظام نحو الانتخابات، وهو احتمال مستبعد، باعتبار أن الرجل قطع شوطا طويلا في الترويج لمبادرته، أصبحت معه العودة إلى الوراء شبه مستحيلة. أم أنه سيسد باب النظام ويعود إلى زملائه في المنسقية، وهو أمر وارد جدا، خاصة وأن منسقية المعارضة، لن تترك ذلك الحدث يمر دون أن تستغله سياسيا.

وفي المحصلة، يمكن القول بأنه في حال رفض رئيس الجمهورية التعاطي مع مقترح مسعود، ستصبح الساحة السياسية مفتوحة على جميع الاحتمالات، ووقتها سيلعب موقف ولد بلخير وحلفائه في "المعاهدة من أجل التناوب السلمي"، الذين سبق لهم وان تبنوا تلك المبادرة، دورا حاسما في رسم معالم المشهد السياسي الوطني القادم.

3 السيناريو الثالث: المنطقة الرمادية

ويتلخص هذا السيناريو، في أن يتجنب رئيس الجمهورية، أي ذكر لمبادرة مسعود، وهو ما سيعطي الانطباع بأنه لم يقبلها لكنه في الوقت نفسه لم يرفضها. والواقع أن هذا الموقف الرمادي، هو ما ركن إليه ولد عبد العزيز حتى الآن، منذ قام رئيس الجمعية الوطنية بطرح مبادرته، وقد ظهر ذلك جليا خلال "لقاء الشعب" الأخير، حيث تلمس الرئيس لنفسه مخرجا يمكن وصفه هو الآخر بالرمادي، عندما سئل عن موقفه من تلك المبادرة. لكن المستجدات العديدة التي طرأت على الساحة بعد إصابة الرئيس، تؤكد أن وقت المكوث في المنطقة الرمادية قد انقضى، وأن ولد بلخير لن يكون مستعدا هذه المرة لإعطاء وقت إضافي لولد عبد العزيز. باختصار، كل الدلائل تشير إلى أن خطاب ال28 من نوفمبر، سيمثل تمرينا سياسيا صعبا بالنسبة لولد عبد العزيز، إذ سيجد الرجل نفسه يومها أمام خيارين: فإما أن يقبل بمبادرة مسعود، فيكون بذلك قد تنازل للمنسقية من أجل المحافظة على مسعود، وإما أن يرفض تلك المبادرة، فيكون بذلك قد تنازل عن مسعود لصالح المنسقية...وهما أمران أحلاهما مر.

آراء حرة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016