الصفحة الأساسية > الأخبار > تزويد كيفة بالمياه: وعدٌ لم يتحقق،و حُلْمٌ و حَقٌّ لايمكن التنازل عنه/عبد القادر ولد (...)

أصداء كيفة يكتبها: عبد القادر ول الصيام ouldsiyam@gmail.com

تزويد كيفة بالمياه: وعدٌ لم يتحقق،و حُلْمٌ و حَقٌّ لايمكن التنازل عنه/عبد القادر ولد الصيام

السبت 10 آذار (مارس) 2018  21:10

بقلم عبد القادر ولد الصيام

رغم ادّعاء الحكومة الموريتانية تحقيق التنمية و الازدهار في البلد ، و مقارنة البلاد ب"اسويسرا" إلا أن الوقائع تدحض ذلك، و لا تزال أجزاء كبيرة مِنَ البلاد تعاني من الفقر و التهميش و انعدام التنمية و الخدمات الأساسية كالمياه الصالحة للشرب.

و بالنسبة لمدينة كيفة- ثاني أكبر مدينة في البلاد، و مدينة ثاني رئيس للبلاد- فإن أزمة المياه لا تزال شاهدا على فشل الحكومة في تحقيق التنمية و الوفاء بوعودها لسكان المدينة، و هو عهد قطعه الرئيس الحالي عزيز على نفسه دون أن يَفِيَ به حتى كتابة هذه الحروف!!

الوعد الذي لم يتحقق:

في يوم ١٩/٠٧/٢٠١٣ أبلغَ وزيرُ المياه و الصرف الصحي السيد محمد الآمين ول آبي ولد الحضرامي السلطاتِ الإداريةَ بولاية لعصابة ب"القيام بدراسة لتزويد المدينة بمياه الشرب من سد "فم لقليتة"، و أن الأشغال ستنطلق في منتصف سنة ٢٠١٤ طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية - كما نشرت الوكالة الموريتانية للأنباء-.

و هذا المشروع الذي أعلن عنه الوزير كان الهدف منه تزويد مدينتي كيفة و قرو بمياه الشّرب بقدرة إنتاجية تصل إلى عشرة آلاف متر مكعب يوميا عبر شبكة أنابيب سحب بطول مائة و سبعين كيلومتر.

كما أعلن الوزير أن الولاية استفادت من إعداد مخطط للصرف الصحي ضمن مخططات مماثلة تمّ إعدادها لصالِح بعض ولايات الوطن في إطار خطة شاملة لإقامة أنظمةٍ للصرف الصحي! و لم يتم إنجاز أيٍّ من المشروعين كما تشهد بذلك ساكنةُ المدينة!!

و في يوم الثلاثاء ٥ مايو ٢٠١٥ قال الرئيس عزيز في مؤتمر صحفي بأن الحكومة تدرس خيار تزويد مدينة كيفة بالمياه الصالحة للشرب من بحيرة كنكوصة ل"الحاجة الاستعجالية و بُعد المسافة من فم لكليته" دون أن يتحقق ذلك الخيار حتى يومنا هذا!

بين كيفة و مقطع لحجار :

كما عانى سكان كيفة-و لا يزالون يعانون- من العطش فقد عانى سكان مدينة مقطع لحجار من شُحٍّ في موارد المياه و عدم توفّرها، و لكنّ الفرق بين المدينتين أن أهل مقطع لحجار ناضلوا و احتجوا و قطعوا الطريق مرات كثيرة حتى حصلوا على وعد رئاسي بتزويد المدينة بالماء قبل ١٧/٨/٢٠١٢، و رغم عدم وفاء الرئيس بوعده في الوقت المحدد إلا أنه وفى به بعد ذلك بمدّة بسيرة حيث تم تدشين مشروع تزويد مدينة مقطع لحجار بالمياه من "بو احشيشَة" التي تبعد أكثر من مائة كيلومتر - و القريبة من عاصمة الولاية مدينة "ألاق"، و ذلك بعد "أوامر رئاسية" بتكليف "الهندسة العسكرية" بإنجاز المشروع.

كما تمت توسعة المشروع من خلال وضع الرئيس عزيز لحجر الأساس لتزويد مدينة صنكرافة (على بُعد٣٠ كم) بالمياه يوم ١٦/٠٣/٢٠١٥، و أما عِطاش كيفة فلا بواكي لهم. و قد تحدثتُ عن الموضوع في خطب جمعة عديدة منها خطبتان قبل زيارة الرئيس عزيز لكيفة في ابريل ٢٠١٥**

حلم و حق لا يمكن التنازل عنه:

رغم عدم وفاء الحكومة بوعودها لسكان ثاني أكبر مدينة في حق أساسي و مشروع -كالماء الصالح للشرب- فإن تزويد المدينة بالماء يبقى حلما لا يمكن التنازل عنه، و حقا لا ينبغي السكوت عن تحقيقه.

و من عجائب الحكومة و منكَراتها أن "استراتيجية النمو المتسارع و الرفاه المشترك ٢٠١٦-٢٠٣٠" التي تبلغ قيمتها عشرة مليارات من الدولارات الأمريكية لم تتضمن تمويلا لتزويد المدينة بالماء الصالح للشرب!! و هو ما يعني أن هذا المشروع ليس من أولويات و لا أجندة حكومة "رئيس الفقراء" في العقد القادم !! و لم نسمع من ساسَتِنا -و خاصة من أعضاء الحزب الحاكم و الأغلبية- استنكارا لذلك-!!؟

مَن المستفيد؟ و مَن المتضرر؟

في مقال منشور على وكالة كيفة للأنباء -يوم ٢٠/٠٣/٢٠١٥ يقول الزميل الشاعر ، و أستاذ الانكليزية صدفَ ولد إسلمُ ولد احميتي فالْ :" إن مصائب أهل هذه المدينة الوديعة المُسالِمة المُستَسلِمِة لقَدَرها المُكتفية باليسير كثيرة و خطيرة، و لكن مُصيبتها مع العطش هي الأكثر إزعاجا، و الأشدّ إلحاحا هذه الأيام. فَمَن المستفيد من عَطش أهل كيفة؟.

و لن أجيب عن هذا السؤال، و سأترك الإجابة عنه للسلطات و للسياسيين. أما المتضرر فهو المواطن البسيط الذي يُحاصَر في قوته و حياته ، و تُفرَضُ عليه الضرائب دون خدمات، و حيث ترتفع أسعار برميل المياه- في الصيف- لتصل إلى ٤٠٠ و ٦٠٠ أوقية بل إنها قد تبلغ ألف أوقية (كما وثّقتْ ذلك وكالة كيفة للأنباء في تقرير نشرته يوم السبت ١٦/٤/٢٠١٦).

و من المثير للسخرية أن تقوم الحكومة بتاريخ ١٨/٠٧/٢٠١١ بتدشين مصنع في كيفة لتركيب "أنابيب عالية الكثافة لسحب المياه الصالحة للشرب" من أجل "تزويد كافة مناطق الوطن بهذا النوع من الأنابيب سبيلا لسدّ الحاجة في مجال توزيع و ضخَّ المياه الصالحة للشرب"!!! و المدينة محتاجة لهذه الأنابيب و ل"ضخَّ المياه الصالحة للشرب"، و لعل ذلك من باب "جاور (أنابيب) الماء تعطشْ"!!

و في الختام :

هل يَذكُر سكان كيفة ثلاثة وعود قطعها الرئيس عزيز -على نفسه و لم يفِ لهم بها حتى كتابة هذه الحروف؟ و هي :

١- دعم البلدية بآليات للنظافة، و جرّافة واحدة و شاحنة!

٢-الحديث عن "إنهاء عطش كيفة قريبا" عن طريق "سد فم لقليته"!!

٣-تدشين الطريق المُعَبّد بين المدينة و المستشفى الجديد، و الذي لم يتحقق حتى الآن!!

فلِمَصلحة مَن يستمر عطش مدينة كيفة و إهانة أهلها و عدم الوفاء لهم بعهود تتضمن خدمات أساسية يجب على الدولة توفيرها -دون مَنٍّ و لا أذى- و ليست هي من جيوب السادة المسؤولين الذين يتمتعون بأموال هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره؟!!

إن تجربة إخواننا -في مقطع لحجار و نضالهم السلمي و قَطْعِهم الطريق و تظاهرهم محليا و في العاصمة تؤكّد لنا أن الحقوق تُنتَزَعُ و لا تُعطى، و أنه "ما ضاع حق وراءه مُطالِب"، فهل يَعي سكان كيفة هذا الدرس و يفهموه؟ و هل سيسعى بعض ساستنا و شيوخ قبائلنا إلى بيع هذا الحق -مرة أخرى- و العمل على إسكات المواطنين من أجل مصالح ضيّقة في سبيل التنازل عن الصالح العام؟!!

الأيام و الأشهر القادمة كفيلة بالجواب على هذه الأسئلة.

————

** رابط الخطب المشار إليها أعلاه:

• الدين النصيحة (ابتداء من الدقيقة الرابعة) :

https://m.youtube.com/watch?list=PL...

• الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر (ابتداء من الدقيقة الحادية عشرة) :

https://m.youtube.com/watch?list=PL...

5 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016