الصفحة الأساسية > الأخبار > تحاشي ( الإليزي) لنا هل هو إذلال أم إجلال؟/ غالي بن الصغير

تحاشي ( الإليزي) لنا هل هو إذلال أم إجلال؟/ غالي بن الصغير

الاثنين 5 شباط (فبراير) 2018  05:18

من المتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي بعضا من الدول الإفريقية و خاصة دولةالسنغال المجاورة؛ و من المعتاد أن يحلّق بعيدا عن الأجواء الموريتانية ؛ إمّا خوفا او تهميشا أو طمعا في كسب ما يزيد الإذلال لهذا المنكب القصي.

و من نافلة القول أن نقول أنّ فرنسا دولة إستعمارية؛ جلبت الويل و الخراب والتخلف لكلّ مستعمراتها بما في ذالك موريتانيا.

و يكفيك فظاعة منها أن تقارن بين مستعمراتها مع الدول التي أستعمرتها دول غربية أخرى؛ فسوف تلاحظ الأزدهار و الرقي و الحضارة كأندونسيا و ماليزيا في جهة ؛ و التخلف والأنحطاط كمالي و موريتانيا على سبيل المثال في الجهة الأخرى.

إنّ تهميش موريتانيا من حفاوة المستعمر الفرنسي و زياراته و إن كانت لا تحمل خيرا لمن يطأون أرضها ؛ هي إهانة و أيّ إهانة لهذا الشعب و كيانه.

فهم يتعمدون تجاوزنا إكراما لشقيقتنا المغرب التي تزعم أنّنا جزء لا يتجزأ من كيانها؛ و تارة يتعمدون تجاوزنا مناصرة لجارتنا السنغال التي تتبناها من سفاح الإستعمار ويغيظها ما يغيظها.

و لا يخفى عليك أنّ دولة فرنسا تأبا جاهدة نمو شوكتنا الأقتصادية و السياسية والعسكرية ولو كانت ليّنة بجنب مستعمراتها. موريتانيا دولة مستقلّة و لها سيادتها و هذا ما ينبغي و إن لم يكن؛ و العرف السياسي الدولي هو المعاملة بالمثل بين الدول و الأحزاب في علاقاتها .

فلماذا الأحزاب السياسية المعارضة قبل الموالية لا ينددون بهذا السلوك المشين الذي درج علية بيت الأليزيه؟

ولماذا لا تتعكر قسمات وجهنا في القصر الرمادي أمام من يستخفّ بنا ويعاملنا معاملة العبيد أو الحيوان؛ فلا يلتفت علينا إلّا حين يريد أن يركبنا ويمتطينا لسقاية مرتزقته أو غواية أعدائه أو مجالدة محاربيه؟.

قد يقول قائل لماذا ترغب في زيارة الرئيس الفرنسي و أنت تعرف أنّه مستعمر و متسلط و لا يجلب الخير و السعادة لأديم أرض يطأها.نعم أعرف ذالك ؛لكنّي أعرف أيضا أنّهم يتعالون علينا ؛ و يتطاولون على سيادتنا؛و ينظرون إلينا كالنمل ؛ و يكبر في قلوبهم أتصال هاتفي على رئيسنا و أيّ كان رئيسنا ؛ ويكبر في قلوبهم مصافحة سفيرهم لزعماء أحزابنا؛ و مجتمعنا المدني؛ و هذا مدعاة عندهم لنهرول إليهم بغبطة و سرور و بآذان صاغية؛ وأكفف ممدودة؛ و صدور رحبة؛ فهم الأسياد و نحن كأنّنا الأذناب.

موريتانيا كانت أفقر بالأمس من اليوم في عهد المخطار ولد داداه رحمه الله تعالي؛ و فرنسا كانت أقوى و أعظم بالأمس من اليوم في عهد ديكول.

لكن كانت موريتانيا أيضا ذات كبرياء و أنفة تجبر الجبابرة على الأنحناء لها مهما طغوا و تطاولوا؛ و أن يركبوا المخاطر حتى يصافحوا رئيسها على رمال موريتانيا؛ حيث رياح السموم و غبار الخيام؛ و معاني العزة و جبال الكبرياء.

نريد من رئسنا و أحزابنا و أهل الرأي فينا أن يفهموا أهل (اللإليزيه ) و من وراءهم أنّ من يريد ودّنا عليه أن يترك أزدراءنا و الأستخفاف بنا ؛ و عليه أن يتنازل من فوق أريكته و يجلس بتواضع على غبرائنا و تحت ظلّ خيمتنا. و إلّافعلى الصداقة السلام.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016