الصفحة الأساسية > الأخبار > ثلاثة انقلابات على ولد عبد العزيز

ثلاثة انقلابات على ولد عبد العزيز

الأحد 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2012  02:46

أصيب الكثيرون بالذعر والهلع، واشرأبت أعناق عديدة بحثا عن الحقيقة، عندما سرت شائعات، مساء السبت، تحدثت عن انقلاب عسكري على ولد عبد العزيز، لكن ما لم يدركه أولئك، هو أن الرئيس تعرض منذ حادثة "النيران الصديقة" وحتى الآن، لثلاثة انقلابات على الأقل:

الانقلاب الأول جاء من الحكومة، فرغم أن هذه الحكومة، ظلت دائما محط انتقادات عديدة، إلا أن أحدا لم يكن ليتصور أبدا، أن يكون السقوط الحكومي الحر بهذه السرعة، وأن يصل إلى هذه الدرجة. فمنذ مساء السبت 13 أكتوبر 2012، وإصابة الرئيس بطلق ناري، والموريتانيون يبحثون عن حكومتهم دون جدوى، إذ يبدو أنها وبعدما ارتبكت في اليوم الأول للحادث، قررت أن تستريح وتنام في الأيام التالية. والناظر إلى الحكومة اليوم، سيجد أنها انقسمت إلى فريقين، فريق غاب عن المشهد تماما، وفريق آخر يحاول يائسا البقاء ضمن الصورة، من خلال جولات في داخل البلاد، لا تقدم ولا تؤخر، بل اعتبرها الكثيرون، مجرد محاولة بائسة من طرف أصحابها، للحصول على "بدل سفر"، يعينهم في مصاريف العيد. بخلت الحكومة على الشعب بكل شيء، في وقت كان فيه الموريتانيون بحاجة إلى كل شيء، أو على الأقل إلى مؤتمر صحفي يومي أو نصف أسبوعي أو أسبوعي، تطلعهم فيه الحكومة على حقيقة صحة الرئيس. وعندما شاع نبأ الانقلاب على الرئيس، وبلغت القلوب الحناجر، وضاقت الدنيا بما رحبت، لم تكلف الحكومة نفسها عناء إصدار بيان من فقرة أو فقرتين، تفند فيه تلك الشائعة، بل فضلت الاستمتاع بعطلة العيد، فالظاهر أن "بدل السفر" ذاك، فعل فعلته السحرية. أليس هذا انقلابا، بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟ الانقلاب الثاني، قادته وسائل الإعلام الرسمية، فبعد أن قضت تلك المؤسسات، ليلتها الأولى في قراءة الشعر على أنغام آلة العود العذبة، قبل أن تخصص الجزء الثاني من السهرة للغناء، أمضت الأيام التالية لحادث إطلاق النار على الرئيس، في ارتكاب الحماقة الإعلامية تلو الأخرى، لدرجة جعلت الموريتانيين اليوم،، كلما سمعوا بأن الإعلام الرسمي، سيبث جديدا يخص موضوع الرئيس، أصابهم الذعر وتضرعوا إلى الله، أن يحفظ البلاد والعباد. هذه المؤسسات التي يفتقدها الموريتانيون، منذ يوم السبت، حيث يجب أن تكون، غابت تماما عن المشهد، مساء الانقلاب المزعوم وتدهور صحة الرئيس، وبخلت على الموريتانيين حتى بكلمة واحدة تطمئنهم فيها، على أوضاع البلاد. وأعذروهم فالقوم ما زالوا غارقين في احتفالاتهم بمناسبة إصابة الرئيس، غناء وضرب للدف ورقص وصخب ومرح، ولم يعد ينقص، سوى أن نشاهد القائمين على تلك المؤسسات، وهم يرقصون "السامبا" أو "الفالس". أليس هذا انقلابا آخر، بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟ وأما الانقلاب الثالث فكان بطله وبدون منازع، هو الحزب الحاكم، فبعدما صدعنا القائمون على الحزب، في اليوم الأول بمؤتمر صحفي بائس، طالبوا فيه بتحديد موعد الانتخابات، عاد القوم في الأيام التالية إلى عادتهم القديمة، ودخلوا في معارك خاسرة مع المعارضة، في وقت كان المفروض فيه أن يكونوا أحرص الناس، على تهدئة الساحة السياسية. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل خرجوا علينا ببدعة استقبال الرئيس والتحضير لذلك الاستقبال، في مشهد لا يختلف كثيرا، عن قصة "بدل السفر" الآنفة الذكر، ومصاريف العيد. أنشغل الحزب الحاكم بالعناوين الفضفاضة، في وقت كان المطلوب منه هو الغوص في المضامين وتفاصيلها، حتى يتأتى له فهم حرج اللحظة، ومتطلبات المرحلة. أليس هذا انقلابا ثالثا، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. باختصار ما كاد رجل موريتانيا القوي، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، يتحول إلى "رجل مريض"، طريح الفراش في غرفة باردة، في أحد المستشفيات الباريسية، حتى أنفض كل الذين كانوا من حوله، بل وانقلبوا عليه. والغريب أنها وحدها المؤسسة العسكرية، ما تزال مخلصة للرجل، على الأقل حتى الآن، رغم أنها كانت صانعة كل الانقلابات في هذا البلد، قبل أن يظهر فيه هؤلاء "الإنقلابيون الجدد".

آراء حرة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016