لماذا سيروا "وعكة الرئيس" عائليا وزبونيا؟

ألد أعداء عزيز هو محيطه الخاص ومقربوه... فهم دائما يمدونه بمعلومات مغلوطة على أهوائهم ويدفعونه في الاتجاه الخطإ لاتخاذ القرار الخاطئ... لقد بذل هؤلاء كل جهدهم لكي ينفردوا بالمنافع وبقلب الرئيس وعقله وأحيانا ببدنه

وجبلوا على توسيع دائرة عداواته ما وسعهم ذلك كي يظل في حاجة إليهم دون سواهم... وحين توعك الرئيس تجاهلوا البعد الوطني لوظيفته ورمزيتها وحولوه "إلى منتج عائلي" اعتيادي تسد أبواب غرفة علاجه ونوافذها وتحتكر معاناته كي يستشري الغموض ويسهل الصيد في مياه الدعاية العكرة لاستخدام الموضوع من أصله لتصفية حسابات عالقة بين لوبيات المريدين جهارا نهارا ويتجاهل الوطن ويترك الشعب فريسة لهواجسه وإشاعاته المغرضة التي يعكس رواجها وسريانها حجم الإخفاق الإعلامي... فبدل "تقسيط" أخبار علاج الرئيس كما "تقسط" مواد حوانيت أمل 2012 كان الأولى أن تعد بيانات صحية إعلامية موثوقة المصادر يعدها مختصون تبث دوريا لتنوير الرأي العام الوطني والدولي وتقطع الشك باليقين في كل القضايا المتعلقة بصحة الرئيس وعلاجه ونقاهته وتاريخ عودته...

والمشكل الآن أنه وسط هذا الهرج والمرج الدعائي الشعبوي الغوغائي تضيع الحقيقة ويضيع الناس ويضيع الوطن... فالموالون الأغبياء ينهمكون في تحضير استقبال غير محدد التاريخ للرئيس العائد "منتصرا" على المرض متجاوزا إحدى محن "الرصاص الصديق"... والمعارضة تعلن بوادر شغور المنصب وتطالب بما تسميه مرحلة انتقالية جديدة... والرئيس المتوعك ينتقل من بيرسي إلى السفارة وإلى المستشفى الأمريكي، وقد يرغم بدافع الزخم الدعائي على العودة قبل استكمال نقاهته... فمتى تحترم نخبنا المنبطحة تطلعات الشعب وتقدر هواجسه؟ متى يقتنع "الموالون" لصاحب اللحظة المعارضون له حالما يسقط بأن الرحيل سنة الحياة وهم راحلون... وكلنا راحلون... وعزيز إن لم يرحل هذه المرة فهو راحل في المرة القادمة لا محالة؟ متى يعود الناس إلى رشدهم وتتوقف كل هذه العذيطة الفارغة المميتة؟

الرأي المستنير

» آخر التعليقات

» قناة كيفة انفو

» الظوال

» أسعار الحيوان

الإبل

البقر

الغنم

» منبر كيفة

» أعلام