الصفحة الأساسية > الأخبار > لعصابه: هل تكافئ الحكومة أو أنصار البيئة سكان هذه المنطقة ؟!

لعصابه: هل تكافئ الحكومة أو أنصار البيئة سكان هذه المنطقة ؟!

الأحد 5 كانون الثاني (يناير) 2020  23:32

بوبليعين

قامت وكالة كيفه للأنباء في وقت سابق بجولة في مثلث عريض يقع بين أم الخز و"آكوليل"غربا و"اقريذيف" في الشمال وفي هذه المنطقة الرعوية الواسعة كانت المفاجأة كبيرة، حيث يبدو الوسط الطبيعي رائعا وجذابا للزائرين رغم شح الأمطار خلال السنوات الأربع الماضية.

ويكمن السر في ذلك في حفاظ الأهالي في المنطقة على وسطهم البيئي إذ على مدى عشرات الكيلومترات لن تصادفك شجرة واحدة مقطوعة ولن تجد أي نشاط للفحامين الذين يعبثون بالأشجار في مناطق أخرى من هذه الولاية ويدمرون الغابات.

فهناك توجد أودية كبيرة كثيفة الأشجار تبدأ من آمرجل حتى "بوبلعين" ولن تستطيع وأنت تتجول بداخلها اكتشاف ضربة فأس واحدة على طول هذه المنطقة سواء تعلق الأمر بالأشجار الحية أو اليابسة.

جميع الناس هناك يأخذون حاجياتهم للطبخ أو للاستخدامات الأخرى من الحطب اليابس دون إفراط ويعدلون بشكل مطلق عن المتاجرة بالأخشاب أو الفحم أو الأعشاب في درس نادر لصيانة المحيط البيئي عز نظيره في كافة جهات موريتانيا.

وقد ساعد هذا الوعي الرائع بأهمية المحافظة على البيئة إلى نمو الغابات بشكل كبير انعكس إيجابيا على التنمية الزراعية والرعوية التي توفرت على حاضن بيئي ملائم فنمت القطعان واستقر الناس واستطاع الفلاحون زرع حقولهم مع تمسكم بمواشيهم التي ترعى بالقرب منها.

ويتناغم ذلك الواقع الاستثنائي مع فتح الأراضي وتحريرها وجعلها مرتعا للجميع حيث حرم السكان على أنفسهم إقامة المحميات الإقطاعية التي تحرس الأراضي وتمنع على المزارعين والرعاة الانتفاع بها كما هو شائع في مناطق أخرى أصبح السكان سجناء بها بفعل تلك المحميات الجائرة.

في هذه المنطقة أيضا يمنع الصيد بكل أشكاله مما أعاد إلى المنطقة بعض الطيور وأصناف من الوحوش لا تسلم ممن يحاول اقتناصها من الصيادين الذين يزورن المنطقة قادمين من انواكشوط ويتعرضون في أحيان كثيرة إلى مطاردة الأهالي ومنعهم من المساس "بالحياة الطبيعية بالمنطقة".

لقد ساهم هذا الوضع في تنمية المنطقة واستقرار السكان في مناطقهم الأصلية كما جلب لها الأمطار "والبركة " كما يروي السكان.الذين لم ينسوا سنونا عجافا ضربت بلداتهم فاقمها إقبالهم على تدمير وسطهم البيئي قبل أن يدركوا خطر ذلك فيحجمون عنه . هؤلاء السكان يعترفون للسيد محمد محمود ولد الغوث بالجميل إزاء ما حصل فهم يرون أنه من رسخ لديهم ثقافة صيانة حماية الوسط البيئي حيث أخذ على عاتقه منذ استقر بالمنطقة الوقوف في وجه الأساليب والممارسات المدمرة للبيئة فلم يقبل قطع غصن واحد أو الاعتداء على فراشة حتى تحقق الواقع الحالي .

هي منطقة رائعة حافلة بالنشاط الزراعي والرعوي يزاوله رجال مخلصون ونساء متحمسات ولكي يستمروا ولئلا يستسلموا لسيل من المثبطات والمشاكل والتحديات لزم على حكومة بلادهم أن تقدم لهم المساعدة وتذلل أمامهم الصعاب، وأن تستحدث هذه الحكومة أو المنظمات البيئية جائزة لصيانة البيئة تكافئ بها أول مرة سكان منطقة واد أم الخز ورجلهم القوي فقد قدموا نموذجا رائعا يستحق أن يلقى الدعم والتشجيع وأن ترفع لهم القبعة تقديرا وإجلالا.

3 مشاركة منتدى

  • تعرف على أهم نموذج لصيانة الوسط البيئي بولاية لعصابه ! 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 14:23, بقلم واد أمّ الخز

    كل الإحترام و التقدير والإجلال لساكنة منطقة واد أم الخز على هذا العمل الجبار الذي يخدم المصلحة العامة للبلاد و العباد والذي يحق لهم أن يفتخروا به ، لكونه ذموذجا حضاريا يحتذى به و يستحق الإشادة والتقدير من الجميع ، يجيب على البقية من الموريتانيين أن يحذوا حذو أهل واد أم الخز لصيانة الوسط البيئي لهذه البلاد و الذي أصبح مهددا منذ فترة بسبب قطع الأشجار وحرقها في ظل غياب السلطات المكلفة بحماية البيئة

    الرد على هذه المشاركة

  • لعصابه: هل تكافئ الحكومة أو أنصار البيئة سكان هذه المنطقة ؟! 6 كانون الثاني (يناير) 2020 05:21, بقلم ابن كيفه العطشانه

    لكي كل الشكر والتقدير يا وكالة كيفه على ما تقومين به من جهد صادق تجاه الوطن وخاصة ولاية لعصابه .....وهده المنطقه الجميله بساكنتها ومناظها الخلابه فهي عزيوة على أهلها وكل الناطق المحيط بها لأن لها رمزيه خاصه ...تحيه لها ولساكنتها وكل من فيها ...

    الرد على هذه المشاركة

  • لعصابه: هل تكافئ الحكومة أو أنصار البيئة سكان هذه المنطقة ؟! 6 كانون الثاني (يناير) 2020 15:03, بقلم واد أم الخز

    شكرا جزيلا وكالة كيفة للأنباء على هذه الجهود القيمة التي بذلتم وتبذلون في سبيل الحفاظ على مصلحة البلاد والعباد، وشكرا لكم على سعيكم الدؤوب لإنارة الرأي العام حول أهمية القضايا البيئية التي تخص ولاية لعصابة. فهذه الولاية وللأسف تشهد فوضى لا مثيل لها من حيث تدمير الغابت وقطع الأشجار.. ولا شك أن الدبلوماسي السيد محمد محمود ولد الغوث بعمله هذا يستحق الكثير على الحكومة الموريتانية وعلى المنطمة الدولية للمحافظة على البيئة فقد سخر وقته وماله لهذه المهمة النبيلة وتعرض على إثر ذلك للكثير من الإساءات والتهجم من قبل المفسدين والإنتهازيين، غير أن ذلك لم يثنيه عن مواصلة عمله النبيل والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه العبث بهذه المنطقة

    ولا يفوتنا في هذا المقام أن ننوه بالجهود الجبارة التي قام بها سعادة الوالي السيد أمربيه رب ولد عابدين، فقد قام بزيارات عديدة في بعض المناطق التابة لولاية لعصابة وحث السكان في تلك المناطق على المحافظة على وسطهم الطبيعي، و حذر تجار الفحم من قطع الأشجار..
    وهذا عمل طيب، وجهد يذكر فيشكر

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016