الصفحة الأساسية > الأخبار > التعليم ...... و تدعيم الوحدة الوطنية !!

التعليم ...... و تدعيم الوحدة الوطنية !!

الأربعاء 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2012  10:34

عبد الله الناجي

يقاس مدي تقدم الدول اليوم بمستوي التعليم فيها ومراحل التطور التي وصلها . فهناك دول كانت في المأخرة وهي الآن تحتل مكان الصدارة نتيجة لتطور الملحوظ الذي وصل إليه مستوي التعليم فيها ، وكان ذلك بوضع منظومة تربوية قادرة علي التماشي مع التطورات العلمية العالمية المتلاحقة ، وحتي تستجيب لمستوي التحديات العصرية وذلك بتخصيص ميزانيات ضخمة وكبيرة لهذا الغرض ، كما ان البرامج التربوية هي الأخري مليئة بما يفيد المتلقي . وهي برامج وخطط واضحة الاهداف والغايات .

أما عندنا في موريتانيا فإن الأمر مختلف فلم تكن لدينا برامج تربوية قادرة علي مواكبة التطورات العالمية المتسارعة والمتلاحقة فقد مرت المنظومة التربوية عندنا بعدة إصلاحات منذ الأستقلال وحتي اليوم كان آخرها إصلاح ١٩٩٩. وهو بلاشك إصلاح تعتريه بعض العيوب والنواقص كغيره من الإصلاحات الماضية ، فهي لم تكن طبقا لأهداف محددة ولا غايات يرجي تحقيقها في مدي زمن محدد ، وكانت كلها تعتمد علي الكم بدل الكيف والتلقي والتلقين ولم تكن تتم بطرق مدروسة ولا تشاورية مع المعنيين بالشأن العليمي وإن تم هذا التشاور فإنه يتم تحت ستار وفي إطار ضيق لا يشمل الفاعلين ولا الميدانيين التربويين .

إننا اليوم بحاجة إلي إصلاح حقيقي وواقعي للمنظومة التربوية والبرامج التعليميية يلامس واقعنا ويستجيب لمتطلبات التطور وقادر علي مواكبة الظروف الراهنة للعالم في جميع تخصصاتها وتنوعاتها ، ويراعي في نفس الوقت خصوصية مجتمعنا .

إن أي تطوير للمناهج التربوية وأي إصلاح للنظام التعليمي لا بد أن يمر بالأمور التالية : ١- ان تعتمد الدولة سياسة واضحة الاهداف والغايات في مجال التعليم وتعتمد علي سياسة النوع بدل الكم .

2- اعتماد سياسة واضحة في مجال اكتتاب المدرسيين تراعي مستوياتهم الدراسية وكفاءاتهم .

3- تحسين الظروف المادية للمدرسيين حتي يتمكنوا من القيام بالمسؤوليات المناطة بهم علي أحسن وجه، و تقديم كل ما من شأنه أن يساهم في الرفع من منعوياتهم وأدائهم .

٤- خلق الظروف أو البيئة المناسبة التي تمكن المدرس من أداء واجبه علي الوجه المطلوب (سواء تعلق بإيجاد البني التحتية المناسبة بكل متعلقاتها ومستلزماتها ، وكل مايمكن أن يعين المدرس علي عمله ).

٥- المتابعة والتقييم الدائمين والمتواصلين للمدرس في الميدان . ٦- اعتماد اسلوب المكافأة بالنسبة للمجديين والمتمييزيين من المدرسين ، واسلوب العقوبة للمتكاسلين والمقصريين منهم .

٧- تشجيع روح الابداع والاتبكار عند المدرس والطالب .

٨- فرض رقابة صارمة علي المؤسسات التعليمية الأجنبية ومراقبة برامهجا التربوية ومعرفة مدي مطابقتها مع المناهج التربوية وكذلك المقررات الدراسية عندنا .

هذا إلي جانب مجموعة من الإجراءات الاخري المصاحبة والتي هي الاخري تحتاج إلي شجاعة من القائميين علي الشأن الوطني مثل فرض زي أو لباس واحد علي التلاميذ داخل مؤسسات التعليم الأبتدائي والأعدادي والثانوي. وهي حالة موجودة في غالبية بلدان العالم خاصة الدول التي توجد بها مجموعات عرقية مختلفة ، لأنها بلا شك سوف تزيد من الألفة والأنسجام داخل المؤسسسات التعليمية وتذيب الإحساس والشعور بالدونية الذي يلاحق بعض ابناءنا داخل الفصول المدرسية ، فإذا كان هناك ابن الوزير والوالي والقاضي والضابط السامي ورجل الأعمال وعامل النظافة وصاحب عربة الحمير والحمال وبائعة الخضروات والجزار والخباز .....الخ . الكل يرتدي نفس الملابس و هذا سيكون مدعاة للأرتياح لدي البعض كما انه أيضا عامل مهم في سبيل تدعيم الوحدة الوطنية تجسد في إلزامية الزي التعليمي داخل المؤسسات التعليمية .

إن عامل قوتنا يتجسد في وحدتنا ومدي محافظتنا علي بناء هذه الوحدة علي أسس سليمة ومتينة والسعي إلي كل ما من شأنه أن يجمعنا ويوحدنا . وفي هذا الصدد فماذا لو أقرت الدولة تدريس اللغات الوطنية الثلاث مثلا (البولارية ، السونوكية ، الولفية ) داخل المؤسسا ت التعليمية وذلك انطلاقا من المقترح التالي : وهو ان تكون هناك ساعتين اسبوعيا لكل للغة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية وأن يكون الحصول علي المعدل في اللغات الثلاث في المؤسستين الأخيرتين (الاعدادية والثانوية) لازما . وفي المرحلة الجامعية يكون كل طالب ملزم باختيار إحدي هذه اللغات تضاف إلي تخصصه أيا كان نوع تخصصه ( فيزياء ،كيمياء، رياضيات ، طب ، تاريخ ، فلسفة ، أقتصاد ، علم إجتماع ، قانون ...... الخ )وعندها يتخرج الطالب من تخصصه مضافة إليه معرفة إحدي اللغات الوطنية التي ستمكنه من التواصل مع أحد ابناء وطنه.

وبأي للغة( عربي ، فرنسي ) ونفس الشئ يفرض علي المتحدثيين بهذه اللغات بالنسبة للعربية . نحن هم الشعب الوحيد في العالم الذي لا يتواصل فيما بينه بشكل سلس وطبيعي فإذا التقي مواطنان موريتانيان في مكان ما فقلما تجدهما يتحثان نفس اللغة وبالتالي لابد من شخص ثالث يترجم بينهم .

لقد بدأت الدولة منذ عدة أشهر تعد العدة لبدأ منتديات إصلاح التعليم ، وكان ذلك بالإعلان عن إنشاء اللجنة التي اسندت لها هذه المهمة الجسيمة _ نرجو من الله لها التوفيق_ . وقد انهت هي الأخري منذ شهر أو اكثر ملتقيات عقدتها علي مستوي كل الولايات شارك فيها كل المعنيين بالعملية التربوية من مديرين ومفتشين وأساتذة ومعلمين ورابطات آباء التلاميذ ، كما شمل الفاعلين الخصوصين في القطاع " التعليم الحر " .

إن الكل ينتظر بفارق الصبر انطلاقة منتديات التعليم وما ستسفر عنه تلك المنتديات من قرارات وتوصيات نرجو ونأمل ان تكون في صالح وخدمة بلدنا ووحدة شعبنا .

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016