الصفحة الأساسية > الأخبار > "الأمل المحبط": كتاب جدير بالقراءة / محمد فال ولد بلال

"الأمل المحبط": كتاب جدير بالقراءة / محمد فال ولد بلال

السبت 29 أيلول (سبتمبر) 2012  13:38

انتهيت للتو من قراءة كتاب الوزير محمد السالك ولد محمد الأمين المعنون بـ: "الأمل المحبط " – "l’espérance déçue" والمنشور من طرف دار "l’harmattan"، وإني لأقر رغم عدم مشاطرة بعض التحليلات والنتائج الواردة فيه أن الكتاب مثير للاهتمام وخارج عن رتابة المألوف.

ليس الكتاب ذا صبغة سياسية وليس أيضا بالرواية التاريخية فهو من خلال غلافه وعنوانه "الجذاب" يبدو رواية لمجريات موت معلن لـ"ربيع موريتاني" تم إجهاضه من طرف كتيبة من الجيش وكذا لسقوط مبرمج لـ"ديمقراطية لا أفق لها"، لكن وبالحكم على الكتاب من خلال محتوى صفحاته الـ 261 يتجلى أن الأهمية الحقيقية له تكمن خارج ذلك النطاق، فهو بالأحرى وثائقي جاد حول التطورات الحديثة التي شهدتها بلادنا، سرد حي للحياة السياسية الوطنية منذ 1984، مكتوب انطلاقا من لقاءات، نقاشات، اجتماعات، ومقابلات مع ملوك ورؤساء ورجال دولة ووزراء، سفراء، أساتذة، باحثين... إلخ من جميع القارات ومن كل الأطياف السياسية.

يمتاز هذا الكتاب بسهولة القراءة وبكونه مليء بالتفاصيل والاعترافات والطرف وهو ما يجعل قراءته ممتعة حتى أنه لمن الصعوبة ضم دفتيه بعد فتحه فمفرداته، وأسلوبه، وطريقة تعبيره الجامع بسلاسة بين جزالة اللغة الفرنسية وكثافة الوقائع والمعلومات الإعلامية، كلها أمور تجذب القارئ.

لكن "التجربة المحبطة" إضافة إلى أهميته التوثيقية، يعد أيضا مؤلف تسلسل تاريخي يرسم المسار النموذجي لديبلوماسي محنك حافظ على نزاهته ومهنيته وكرامته رغم ترصده بالمطالبات والانحرافات والضغوطات المخربة لمناخ أفسده طغيان الزبونية والجور.

وكشخص على معرفة بالكاتب كوزير وكسفير أشهد له بازدرائه للتعاطي السياسي المصلحي وبمثابرته بروح الاستقلالية والمنهجية لديه وبذاكرته المدهشة وقدرته في مجال الصياغة وهي كلها أمور لا غنى عنها لكتابة مثل هذا المؤلف، فله التهنئة على امتحان النزاهة الفكرية والجدية والبحث عن الحقيقة مع احترام واجب اللباقة والتفطن والرزانة.

كما يبدو إذا فإني أثمن هذا الكتاب الموضوعي الحي العميق والقوي البنية التركيبية وغير المجامل لعالم السياسية بأطيافه المختلفة وإني لأوصي بقراءته لقادتنا وديبلوماسيينا وكل المهتمين ببلادنا وكل الراغبين في معرفة المزيد عن سياستنا الخارجية وكذا ديبلوماسيتنا وكل الراغبين في فهم كيف ارتقى محمد السالك كل الدرجات الوظيفية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون.

أوصي به كذلك للذين لا يعرفون هذا الديبلوماسي الشاب المتحفظ الكفؤ والذي سيسجل له التاريخ بأنه كان في 2007 الخلف الوحيد للفقيد البارز حمدي ولد مكناس على رأس وزارة الشؤون الخارجية والتعاون لكونه أي محمد السالك كان ثاني وزير خارجية بعد ولد مكناس يعين من طرف رئيس جمهورية مدني. انواكشوط في 28/09/2012 محمد فال ولد بلال النص مترجم عن الفرنسية المصدر :الرأي المستنير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016