الصفحة الأساسية > الأخبار > "لخذيرات".. الربح و الخسارة من تعيين الإبن

"لخذيرات".. الربح و الخسارة من تعيين الإبن

الاثنين 19 حزيران (يونيو) 2017  08:33

بقم/غالي ولد الصغير

أعلن يوم الجمعة الماضي في وزارة الخارجية الموريتانية عن تعيين محمد موسى ولد باباه قنصلا في برازفيل خلفا للقنصل السابق أحمد ولد المختار ولد بوسيف.

هذا القنصل ينحدر من مدينة لخذيرات و هي تقع في أقصى الشرق من ولاية لعصابه على بعد سبعين كلم من عاصمة المقاطعة ؛وهي ضمن سلسلة قرى ومدن على طريقة الأمل التابعة لبلدية اغورط.

وفي الشهور الأخيرة حظيت بنشاط محموم تارة يحمل طابعا رسميا أثمر في بعض الأحيان تدشين معهد يدرّس العلوم الإسلامية؛وتارة كانت الزيارات مصبوغة بطابع حزبي يلبس ثوب القبلية.

ومن الغريب أنّ هذه المدينة يتكون نسيجها الاجتماعي من عدة قبائل؛وكثافتها السكانية ضئيلة؛ولا توجد فيها مشيخة تقليدية ؛ وهي التي من العادة يدللها النظام ويحافظ عليها؛ويستنفر لها كلّ الوسائل من أجل بقائها؛وخاصة في المواسم الانتخابية. هذه المدينة في المواسم السياسية تهيمن عليها قوتان تقليديتان إحداهما في واد أمّ الخز والأخرى في دسق؛وحسب علمنا أنّ الثانية كانت مغيبة تماما عن استقبال الوزير الأول بسبب طابعها القبلي؛وأمّا المشيخة الأولى فهناك امتعاض مبرر منها من هذه الحفاوة الكبيرة التي تسلط الأضواء على قلبها ؛ وتهمّش وجهها الذي هو واجهة كلّ مجتمع وعنوانه؛و هناك قوّة تقليدية ثالثة كانت حاضرة تعتبر نفسها واسطة العقد بسبب ما تحظى به من علاقات مع جميع الأطراف. زيارة الوزير الأول ووزراءه الماضية لافام لخذيرات هناك من كان يراها:

ترسيخ للقبيلة وتشجيعها حتى تحلّ محلّ الدولة في وجدان العامي البسيط؛الذي لا يقرأ ولا يكتب؛ولا يفقه من الشأن العام إلا قدر ما يميز به بطاقة الحزب الحاكم يوم التصويت له.

ويرى فيها تفتيت المجتمع وكيانه القبلي وضرب بعضه ببعض؛وبعثرته بكثرة المرجعيات التقليدية والدينية.

و يرى فيها إلهاء للمواطن عن شأنه العام وعن حقوقه الطبيعية في الماء والصحة والتعليم من خلال تضخيم الأنا فيه. و يرى فيها المتاجرة بوظائف الدولة وتقديمها رشاوى في الحملة المقبلة للانتخابات؛مما يشكل كارثة حقيقية على مستقبل الدولة عندما يكون الولاء مقدم على الخبرة و الكفاءة.

و لذا و من هذا المنطق يرى البعض تعيين الشاب الكفء محمد موسى ولد باباه جاء من هذه الزاوية؛فالشاب له خبرة في العمل الدوبلماسي؛وكفاءة عالية في المحصول الدراسي؛لكن هذا لم يشفع له و لأمثاله؛فقد كانت طاقته معطلة و مهملة حتى أنفق هو و فصيله الملايين بعضها في حفلات و مهرجانات من أجل البرهنة على ولاءه و ولاءهم المطلق للحزب الحاكم. و كان آخر تلك الحفلات ما أقيم للوزير الأول من بذخ فيها؛ من أجل استقباله في مدينة القنصل الجديد.

لكن هنا يتساءل البعض كم أنفق هذا القنصل هو و فصيله من المال وسكبوا من ماء الوجه حتى انتزعوا به هذا الاعتبار لمجتمعهم من طرف الدولة؛ و التعيين لأحد أبنائهم؟.

أهل لخذيرات وخاصة من منهم كان يتصبب عرقا بسبب جرف الأرض وبناء الخيام حتى يجد ضيفهم الكبير راحته حين زارهم؛ يستحقون قطعا الوظائف السامية لأنّ فيهم الكوادر التي قتلها التهميش وهجّرها عن وطنها؛ويستحقون كذالك الصحة والتعليم فالمرض والجهل فرّخ في أبنائهم؛ويستحقون كذالك قروضا ميسرة لفقرائهم الذين يتعففون عن المسألة ولو كانت من المال العام.

لكن أهل لخذيرات لا يريدون كذالك المتاجرة والدعاية ودغدغة المشاعر وجلب الضغائن من زيارة نادرة للوزير الأول لهم؛ والتي كانوا يرجون منها الخير الكثير.

زيارة كلّفت الملايين في قراها؛ وحشروا لها جبلا كثيرا لنجاحها ؛ فكافأها الوزير الأول بتعيين لا يسمن و لا يغني من جوع؛ من أجل ترميم البيت الداخلي ،هكذا قال أحدهم.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016