الصفحة الأساسية > الأخبار > نحو استراتيجية شاملة لوحدة وطنية كاملة

نحو استراتيجية شاملة لوحدة وطنية كاملة

الثلاثاء 13 حزيران (يونيو) 2017  11:18

إسلمو أحمد سالم

في عالمنا الإسلامي المتفجر الأركان ، أخشى ما يخشاه الفرد هو أن يتحول أمنه و استقراره و كده على عياله ، و آماله و تطلعاته إلى خوف و فزع و نار و دمار .

و في موطن كموطني المتعدد الانتماءات الاجتماعية و المشارب الفكرية ، المتنازع بين شمال يسحبه للشمال ، و جنوب يجر للجنوب ، و باحث عن دور و عن مستوى ثقافي ليلعب ذلك الدور ، يكون الملح هو إيجاد بوتقة مرضية ، لا حيف فيها ، يرضى بها الجميع ، لتأمين مستقبل للأجيال القادمة و صهرها في مجتمع موحد آمن مطمئن ، يأمن حاضره و يؤمن مستقبله و استمراره.

جفي موريتانيا لا يرفض الفلاني الذي يتلو قرآن الفجر تدريس أبنائه اللغة العربية ، و لا السننكي المربع في باحة منزله يتلو و يسبح بمسبحته ذلك ، و لا الشيخ وسط تلاميذه في أعماق الوطن تدريس أبنائه اللغة الفرنسية ، و لا يفهم الكهل الحرطاني الحامل محراثه في حقله ما يدور من حوار ، و يعترف الجنوبي بثقافة الشمالي العربية و يعترف الشمالي بارتباط الجنوبي بامتداده الاجتماعي في دول الجنوب و ثقافتهم الفرنسية .

لا يتحمل المدني الحساني مسؤولية أحداث 66 و لا أحداث 89 فكلها مسؤوليات حكومات قائمة و أفراد قضوا ، و ليس من الإنصاف محاكمة جزء من المجتمع عليها .

و ليس من الإنصاف تحميل الجيل الحالي مسؤولية عبودية مورست من طرف رجال قضوا على آخرين كذلك ، كما أنه ليس من الإنصاف معاملة أبناء الأرقاء بنفس الأسلوب الذي عومل به آباؤهم ، فهم أنتي أحرار من لحم و دم يستحقون الندية.

أكبر معوق حالي في موريتانيا هو الفارق الثقافي بين شريحة الحراطين و باقي المواطنين ، و هي مسألة تحتاج إلى عمل لا إلى تنظير ، فيجب تطبيق التمييز الإيجابي بطريقة صارمة ، و افتتاح المدارس و تشجيع التدريس فيها و توجيه المجتمع المدني و الدعاة و المحاظر نحو أدوابة ، و إعلان حرب لا هوادة فيها للقضاء على هذا الفارق.

يجب توحيد النظام التربوي و القضاء على مظاهر التخلف باحترام القانون و تركيز مفهوم الدولة و إحياء روح الانتماء للوطن و توسيع مجال ممارسة الديمقراطية في حرية الرأي و حق الانتخاب مع احترام القانون.

لا خوف على إخوتنا الزنوج من التطرف فقد باتوا أكثر تحضرا و إحساسا بالمسؤولية و إيمانا بالدولة الموحدة ، لكننا يجب أن نتخلى عن فكرة الهيمنة الثقافية و فرضها ، فاالتنوع الثقافي عامل إثراء و ليس معوقا تنمويا..

لا يطالب إخوتنا الحراطين بغير الحق الثابت في المواطنة المتكافئة مع الآخرين ، و هي مسألة لن تأتي بغير القضاء على الفارق الكبير البين في الثقافة و المستوى الاقتصادي .

منذ نشأة الدولة ، بل و قبل ذلك ، و نحن نستورد حلول مشاكلنا ، و تستثمر في خلق القلاقل ، و لكن المستقبل و الأمن فيه يتطلب أن ننطلق من ذواتنا و ثوابتنا ، لنخلق فضاء يجمعنا لا دور للغير فيه.

في موريتانيا نحتاج إن نجتمع و يستمع كلنا للآخر و يسعى معه لحل مشاكله ، و نفهم أن السفينه إن غرقت فهي تغرق بالجميع ..

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016