الصفحة الأساسية > الأخبار > وكالة كيفه تنشر نص خطاب ولد منصور في إفطار حزبه السنوي

وكالة كيفه تنشر نص خطاب ولد منصور في إفطار حزبه السنوي

الاثنين 12 حزيران (يونيو) 2017  08:07

نص كلمة رئيس حزب "تواصل" محمد جميل منصور في الإفطار السنوي للحزب

السادة و السيدات

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

مرحبا بكم جميعا و شرفتم جميعا في هذا الإفطار السنوي العام الذي أصبح عادة معروفة و سنة محمودة إن شاء الله، ينظمه التجمع الوطني للإصلاح و التنمية "تواصل" ملتقى أخويا جامعا و فضاء تواصليا لا يقيده اتفاق في خط أو التقاء على موقف، فنحن فيه - كما عودنا أهلنا و أبناء وطننا- ندعو الجميع.

ندعو حلفاء تجمعنا معهم اعتبارات الموقف و الواقع .. ندعو أصدقاء نلتقي معهم في التوجه و الموقف و إن لم يجمعنا حلف أو إطار.. ندعو شركاء وطن تسعنا و إياهم خيمة الوطن الجامعة و لا نقبل ان يؤدي اختلاف المواقع و تباين -وأحيانا تباعد- المواقف إلى تدابر و قطيعة.. و أكثر من ذلك ندعو من خارج الحقل الحزبي و السياسي، فندعو الأئمة و الأكادميين و الصحفيين و عموم المهتمين.. يحدونا الأمل أن يكون لقاء رمضانيا لا تكدره الحدية و لا تنغص عليه منغصات الحدث السياسي السائر....

إن لهذا الشهر (رمضان) مكانة عظيمة و لهذه العبادة (الصيام) منزلة كبيرة و يهمنا هنا الإشارة إلى أثرها على السلوك و القيم و الممارسة خلافا للشائع عند البعض (مجرد إمساك عن الطعام و الشراب)

فحديث الصحيحين مشهور معروف: " الصيام جنة فلا يرفث و لا يجهل و إن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين."

قال عمر بن الخطاب: ليس الصيام من الطعام و الشراب وحده، لكنه من الكذب و الباطل و اللغو و الخلف. و حديث البخاري صريح صارم:

" من لم يدع قول الزور و العمل به، فلا حاجة لله في أن يدع طعامه و شرابه"

الصوم بركة و خير وصحة و أمان، ورحم الله بهاء الدين الأميري إذ يقول:

قالوا سيتعبك الصيام.. و أنت في السبعين مضنى

فأجبت بل سيشد من.. عزمي و يحبو القلب أمنا

ذكرا و صبرا و امتثالا .. للذي أغنى و أقنى

و يمدني روحا و جسما .. بالقوى معنى و مبنى

رمضان عافية فصمه.. تقى لتحيا مطمئنا

و دائما كما تعلمون نتخذ من ذكرى بدر الكبرى موعدا لهذا الإفطار السنوي.. فهذه المعركة كانت حدثا فاصلا في تاريخ الإسلام انتصرت فيها قوة الإيمان و إرادة الخير على الكفر و الباطل و الطغيان، و الظلم في الأرض... و بدر الكبرى كانت حدثا فاصلا بين مرحلتين و حالتين و فتحت بابا لكسر شوكة الظالمين و المشركين، لتنفتح آفاق للدعوة و الدين أثمرت تحولا كبيرا في حياة البشرية لينتشر الإسلام دينا للخير و السلام و العافية.

هذا الإسلام الذي يتعرض في زماننا لحيف و نيل و تشويه يتعاون عليه الغزاة والطغاة و الغلاة.

الدائرة الأولى تستهدف و تعادي و تتآمر والدائرة الثانية تظلم و تجور و تستبد و الدائرة الثالثة تشوه و تدمر و تؤذي.

و هم يتخادمون و كل للآخر يسير أسباب التمدد و التغول و التحكم.. و الضحية أمة مسلوبة مظلومة يعتدى عليها و على قيمتها و مصالحها و صورتها و سمعتها..

"يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين" بالمقاومة والجهاد يواجه الغزاة، و بالحرية و الديمقراطية يواجه الطغاة ، و بالاعتدال والوسطية يواجه الغلاة. لسنا بحاجة لتذكيركم بشأن السياسة و تطوراتها و موقفنا في "تواصل" منها... خصوصا أنكم تابعتم و عرفتم رأينا في التعديلات المقترحة على الدستور ، في مصدرها و في مسارها و في مضمونها وفي كلفتها و في أثرها على الانسجام الوطني عامة و السياسي منه خاصة.. و لكننا نذكر و نجدد التذكير أنه في مثل هذا النوع من البلدان، و في مثل هذه المرحلة من المراحل، و بالنظر لحالنا و للحال من حولنا لا يصلح إلا ما كان عن توافق و حوار و تلاق جامع لا جزئي شامل لا محدود، و كل مسار يجانب ذلك لا توصف عواقبه لا بالمحدودة و لا بالمقبولة.

لقد عرفنا في الأمس القريب تطورات مقلقة و شاهدنا مؤشرات ملفتة تتطلب وقفة نظر و تدبر .. فالوحدة و الاستقرار - و هما مطلبان لازمان- بلا مستقبل إذا لم يتأسسا على العدل و الانصاف و المساواة ، و إعطاء كل ذي حق حقه، فلا خير في وحدة تكرس الظلم و لا خير في دعوة مساواة تؤدي إلى الفرقة و الشقاق، و المعادلة تتكامل و لا تتفاضل..

إننا نحتاج للصراحة و الوضوح فنحن نريد موريتانيا موحدة مستقرة، تسودها الألفة و الأخوة و التعايش الحسن.. و لكننا نريدها أيضا موريتانيا المواطنة الكاملة لا عنصرية فيها ولا استرقاق فيها ولا تهميش فيها و لا تمييز فيها.....

لقد أوضحنا موقفنا من قطع العلاقة مع قطر و أوضحنا أهمية السعي بين الأهل في الخليج بالحكمة و العقل و التصالح.. و لكن نقطة أثيرت في هذا الجدل تتطلب تعليقا، إنها وصف البعض للمقاومة في فلسطين، لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالإرهاب..

لقد طفح الكيل و بلغ التحدي مبلغه أن يوصف المجاهدون في فلسطين، أن توصف أنبل ظاهرة في واقع المسلمين اليوم بالإرهاب.

فلسطين آية من آيات الكتاب من تركها فقد ترك الكتاب و من لا حظ له منها لا حظ له من الكتاب... القرب من مقاومتها فضيلة و دعم مقاومتها محمدة و إغاثة أهلها خير و بركة.

أما التآمر عليها فخطيئة، و لمزها و اتهامها منكر، و البراءة منها ضعف و خذلان.

بارك الله لكم في شهر الصيام و أعانكم على صيامه و قيامه و كان مناسبة لتذكر الفقراء و المحتاجين ممن لا حيلة لهم ولا زاد، و لنتذكر خصوصية هذه العبادة: في البخاري و مسلم يقول الله عز وجل: الصوم لي و أنا أجزي به، قال الحافظ بن حجر رحمه الله: سبب الإضافة إلى الله، أن الصيام لم يعبد به غير الله. مرحبا بكم و شكرا لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016