نظم قادة ونشطاء "ميثاق لحرطين" مساء اليوم ال 29 ابريل 2017 مسيرة كبيرة احتفالا بالذكرى الرابعة لتأسيس الميثاق.

وقد انطلقت المسيرة بمشاركة مئات المناضلين في هذا التنظيم وعشرات المتعاطفين والداعمين من شخصيات وأحزاب ومنظمات، وذلك من ساحة "التيشطايه" لتنتهي بساحة دار الشباب وسط المدينة ؛وهنا بدأت فعاليات المهرجان الخطابي. وكان أول المتحدثين هو الأستاذ السيد ولد صمب انجاي الممثل الجهوي للميثاق فشكر الحضور وتعرض لأهداف هيئته وتناول بالتفصيل فصولا وأمثلة من التهميش والغبن الذي يطال لحراطين ، مبرزا أن الوحدة الوطنية والاستقرار لا يمكن تحقيقهما إلا بالعدالة بين أبناء الوطن الواحد وتسوية الفرص أمامهم وذكر جوانب من الظلم التاريخي الذي تعرضت له شريحة لحر اطين من طرف الأنظمة المتعاقبة ، داعيا إلى المصارحة والمصالحة خدمة للأمة و للمستقبل.

بعد ذلك فتح المجال للمداخلات فكان أول المتحدثين هو السيد أسقير ولد محمد المندوب الجهوي للاتحاد الاجتماعي لعمال موريتانيا فحيى الجمهور وتحدث عن ما أسماه الماضي المرير لشريحة لحراطين المتمثل في شتى أنواع الممارسات لا انسانية ولا اخلاقية مما يتنافى مع متطلبات الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي، مطالبا بمصالحة وطنية شاملة تفضي إلى محو كل الفوارق وأساليب الغبن والظلم لكل الشرائح المهمشة.

ثم تناول الحديث المصطفى ولد اعل الممثل الجهوي للكونفدرالية العامة لعمال موريتانيا الذي قرأ في تاريخ العبودية مبينا بطلانها في الإسلام ومبرزا خطورتها على المجتمع والدولة.

النهاه ولد أحمدو الذي جاء ضمن وفد قيادي من حزب اتحاد قوى التقدم شكر بدوره المنظمين وقال إن حزبه يشد عضد كل المدافعين عن المهمشين والمحرومين بما فيهم الأرقاء السابقين ، مبرزا الدور التاريخي الذي لعبه حزب اتحاد قوى التقدم بدء بحركة الكادحين وانتهاء بالحزب اليوم في الدفاع عن المحرومين والمظلومين وحمله راية الوحدة والمساواة والعدالة الاجتماعية.

الوجه السياسي المعروف بمقاطعة كيفه والقيادي بالحزب الحاكم السيد المصطفى ولد الشيخ ثمن المسيرة، مشيرا إلى أن دين الإسلام جاء من أجل الحرية والانعتاق ودعا إلى رص الصفوف والتآخي والوحدة من أجل حل مشاكل الجميع، مبرزا أن حل المشكل الوطني ينطلق من تحقيق دولة المواطنة وأن الطريق إلى ذلك يمكن في النقاش والتوعية والتثقيف.

أما كلمة النقابات في هذا المهرجان فكانت على لسان الكاتب والقيادي النقابي غالي ولد الصغير الذي تحدث عما تعنيه كلمة لحراطين من معان سامية، مذكرا بشخصيات من الصحابة حررها الإسلام فكانت نماذج رائعة أجلها الرسول الأعظم وانحنى لها عامة المسلمين.

ثم توالت المداخلات التي صبت في اتجاه الدعوة لإنصاف لحراطين وترسيخ الوحدة وتصحيح المفاهيم.

وكان من اللافت في التظاهرة الشعبية غياب القوى التقليدية والعلماء والأئمة وتخلف الأحزاب السياسية بصفتها الرسمية رغم الدعوات التي وجهها المنظمون للجميع باستثناء حزب اتحاد قوى التقدم الذي حضر بشكل قوي، كما كان جديرا بالذكر حضور عمدة بلدية كورجل السيد محمد الأمين ولد سيدي من بين جميع عمد ولاية ولاية لعصابه.

وتعد هذه التظاهرة هي الأهم في مدينة كيفه منذ تأسيس هذا "الميثاق" بالنظر إلى حجم الحضور وتنوعه ورقي الخطاب وحسن التنظيم.