الصفحة الأساسية > الأخبار > المحميات الريفية في موريتانيا تهدد التنمية الحيوانية

المحميات الريفية في موريتانيا تهدد التنمية الحيوانية

الأحد 3 آذار (مارس)  11:11

محمية ريفية شمال ألاك تمتد على مساحة تقدر بثمانية كلومترات

تشكل المحميات الريفية في موريتانيا أحد أهم المعوقات التي تواجه التنمية الحيوانية في البلاد وسط نداءات لوضع حد للظاهرة بعدما تكاثرت خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق ومنعت المواشي من الوصول إلى مصادر المياه الموسمية وأماكن وفرة المخزون النباتي في عمق الريف في وقت يعتمد فيه نحو ثلثي السكان المحليين على عائدات التنمية الحيوانية.

وقد ظهرت المحميات الريفية قبل سنوات في إطار خطة حكومية تهدف لحماية المخزون النباتي في محيط القرى والتجمعات السكنية الثابتة لكي تلجأ له مواشيها خلال فترات الصيف فضلا عن تشجيع الزراعة والتعاونيات النسوية بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي في مجال الحبوب، غير أن عدم وضع معايير صارمة مكن الكثير من ملاك الأرض التقليديين "القبائل" من شرعنة احتكار الأراضي عبر تشريعها عند السلطات المختصة كمحميات قروية أو تعاونيات زراعية دون أن يكون بها أي نشاط زراعي أو تشريعها كمحميات تابعة لبعض القرى في حين أن مالك المحمية يكون من خارج المحيط القروي، بالإضافة إلى تسييج بعض المناطق لجعلها محميات ريفية استنادا على الملكية التقليدية للأرض والموروثة عن المستعر الفرنسي الذي حدد لكل قبيلة حيزا جغرافيا لا تزال ملكيتها قائمة له حتى اليوم.

وفي ظل تزايد المحميات والعراقيل التي تضعها أمام التنمية تعالت الأصوات خلال الفترات الماضية مطالبة بإيجاد حل للظاهرة قبل فوات الأوان.

تهديد بالعزوف عن التنمية

ويقول عضو المكتب الجهوي لاتحادية المنمين في دائرة ألاك وسط موريتانيا أحمد ولد اعبيدك في تصريحات لأصوات الكثبان إن التخبط الإداري الحاصل في مواجهة الظاهرة والخرجات الإعلامية عبر الإذاعة الريفية التي لا تسند بعمل ميداني أدت لتوسع الظاهرة وفاقمت من معاناة المنمين.

واعتبر ولد اعبيدك أن المدونة الرعوية واضحة في هذا المجال كما أن القوانين لا تعتبر ناقصة لكنها تحتاج إلى التفعيل، مشيرا إلى أنه وفي سنوات قلائل سيكون المنمي مجبرا على التخلي عن التنمية الحيوانية وهو ما سينعكس سلبا على الأسواق المحلية حيث ستقل اللحوم الحمراء والألبان في الأسواق وبالتالي تكون الدولة مجبرة على دفع العمولات الصعبة لاستيراد هذه المواد الحيوية من دول الجوار الإقليمي، خالصا للقول "نحن أمام كارثة بيئية وتنموية".

مطالب بالدعم الرسمي رغم الشكاوى

ورغم شكاوى المنمين والوضع القاتم لمستقبل التنمية الحيوانية لا زال أصحاب المحميات الريفية في موريتانيا يرون الوضع طبيعيا ويرون أن المحميات من شأنها المساهمة الفاعلة في ضمان الوصول إلى اكتفاء ذاتي في مجال الحبوب مطالبين السلطات الرسمية بتوفير الدعم عبر السياج والبذور.

الحسن آو مالك محمية ريفية التقت به كاميرا أصوات الكثبان وسألته عن المردودية الاقتصادية للمحميات ودورها في التنمية فأجاب بالقول إن المحميات تعتبر ظاهرة موجودة في مختلف مناطق البلاد ولها فوائد عديدة موضحا أنها تستخدم في الزراعة المطرية وتوفر العلف لمالكيها في فترات الصيف الصعبة.

واعتبر الحسن آو في تصريحاته لأصوات الكثبان أن محميته تمتد لنحو 8 كلم مطالبا بتوفير السياج لإحكام قبضته على المحمية.

جهود لم تفضي بعد إلى نتيجة

لكن المصالح الرسمية المعنية بمحافظة لبراكنة ترى أن ظاهرة المحميات انتشرت بعد ترخيصها بشكل عشوائي قبل أزيد من عقد من الزمن بدافع تنموي لكن الفوضوية والتسيير غير المعقلن أدى لانتشار الظاهرة بشكلها الموجود اليوم.

وتقول المصالح الرسمية إن جهودا سمية تبذل منذ فترة لحل الأزمة وتضمنت حتى الآن جردا لأعداد المحميات الذي تجاوز العشرات في مقاطعة ألاك وحدها ثم أشفع الجرد بتحديد المرخص منها قبل بث إعلانات في الإذاعة الريفية تؤكد انطلاقة عملية شاملة لإزالة المحميات غير المرخص لها وتلك الموجودة على مصادر المياه وأماكن الكلأ.

وتنفي المصادر الرسمية أي تشجيع للظاهرة معتبرة أن الدعم الرسمي بالسياج والبذور يتم منحه للتعاونيات النسوية الزراعية التي تثبت جدوائيتها في الميدان.

وفي انتظار اعتماد خطة حكومية شاملة تحدد مجالات الرعي والانتجاع ومناطق الزراعة مع وضع آلية لحماية كل مجال تبقى التنمية الحيوانية في موريتانيا أمام واقع صعب يهدد وجودها بالانقراض رغم دق ناقوس الخطر بشكل مبكر.

dune-voices

2 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016