الصفحة الأساسية > الأخبار > إلى أين تتجه موريتانيا ᴉ؟

إلى أين تتجه موريتانيا ᴉ؟

السبت 1 نيسان (أبريل) 2017  13:16

كان الناس إلى وقت قريب يتطلعون إلى تنظيم حوار و طني شامل لجميع مكونات الساحة الوطنية ، من القوى الحزبية و السياسية و منظمات المجتمع المدني لإخراج البلاد من المأزق أو وضعية الانسداد و التجاذب التي تتخبط فيها منذ سنوات .

غير أن البطء الشديد في تقدم النضج السياسي و هبوط روح المسؤولية لدى أكثر من طرف من الأطراف المتحكمة في المشهد الوطني ألقيا بسلبيات كثيرة على أجواء هذا المشهد ؛ الأمر الذي أدى ،ومازال يؤدي ، إلى مزيد من الجفاء و التدابر بين مختلف الفرقاء .فلم يستطع النظام ، بكل ما لديه من أوراق ، أن يرتقي إلى مستوى من النضج و المسؤولية يمكنه من تجاوز تفاصيل صغيرة ، عادة ما تثيرها قوى المعارضة بهدف تنويع و تكثير أوراقها في إطار سعيها لكثيف الضغط على النظام .ولم يتسن ، من جهة أخرى ، لزعماء هذه المعارضة ، أن تتجاوز تلك التفاصيل لتعرف كيف تتعامل مع نظام يسير بعقلية عسكرية خالصة ، يصاحبها نقص حاد في معرفة إدارة الشأن المدني و قيادة الدول التي تختلف كليا عن كيفية قيادة وحدة أو كتيبة عسكرية .

و بين هذه العقلية العسكرية المتحجرة ، وبين تكتيكات معارضة غير موفقة دائما ، تتجه البلاد ،يوما بعد يوم ، نحو المجهول ؛و كأن القدر يسوقها نحو أخذ حصتها من الفوضى ، لا قدر الله ،التي تذوقها الشعب العربي في مشرقه و في ليبيا بمغربه .

غير أن إصرار النظام على إحداث تغييرات في رمزية العلم و كلمات النشيد الوطني للبلاد – التي لم تكن مطلبا شعبيا ولا مطلبا نخبويا ضاغطا منذ استقلال البلاد – يبعث على الاستغراب ، خصوصا و أنه في ظل ظروف هي الأسوأ في البلاد على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي .كما أن رفض مجلس الشيوخ بأكثرية كبيرة لهذه التغييرات ،برغم أنها من القوى الموالية للنظام ، جاء ، هو الآخر، ليزيد أرضية البلاد ضعفا على ضعف ، وليكشف ، بدرجة مقلقة ، أن هذا النظام لا يملك ما يكفي من الوعي بخطورة الظرف الذي يمر به نظامه بوجه خاص ، وتمر به موريتانيا بوجه عام .وهكذا ، بدأ كل فريق ، في غياب روح المسؤولية و برودة العقلانية ، يتميز من الغيظ على خصمه لتتجه البلاد نحو مستقبل ينذر بعدم الاستقرار السياسي و دخول البلاد ، ربما إلى غير رجعة ، من بوابة البلابل السياسية و القلاقل الاجتماعية ، إلى المجهول حقا ؛ إذا لم تتدارك القوى الحاكمة هذه الوضعية و تتصرف بشيء من الحكمة و الدراية اتجاه الخطر الذي تقود البلاد إليه .

إننا- في حزب البعث العربي الاشتراكي في موريتانيا ، الذي يقف في مسافة واحدة إزاء جميع القوى الحزبية و لا تمثله أي قوة سياسية أو تنوب عنه - ندعوا جميع الشركاء إلى الاعتبار من الجحيم الذي دخله العرب في المشرق ، والذي تعمل جهات دولية على إدخال لهبه من أكثر من فجوة في منطقة المغرب العربي و خصوصا من القطر الموريتاني.

جريدة الدرب العربي

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016