لقد أثار حفيظتى المقال الذى نشره ول بوجرانه المعنون اصمت سيدى ... محمد .. يتهجم فيه على الرئيس السايق السيد سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله المفكر والسياسي والاقتصادى الذى ظل يحتل المرتية الأولى على أقرانه مذ كان يعتاد المدرسة ’ ولا غرو فهو سليل أسرة علم أهل الشيخ عيد الله الورعة التقية النقية التى يعرفها القاصى والدانى وتعرفها بطحاء الشناقطة بسوادها ’ فالمقام ليس مقام تعريف بالاقتصادى والسياسي المحنك الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ولا بأسرته الكريمة ’ فذا بعجالة غيض من فيض تلك الشجرة السامقة ذات الطود ’ التى نبتت بذورها الأولى بجغرافيا البركنيين ذوى الباع الطويل سياسة وحكمة ’ وعود على بدء الى مقال صاحبنا المتطاول على الرئيس سيدى محمد ولد الشيخ عبد الله ’ والذى يرجع فيه الى حكيم يقول بوجرانه وهو من دله الى الاسم الحقيقي للرئيس ’ أي أن اسمه الحقيقي سيدى ولد الشيخ عبد الله بدل سيدي محمد ’ وكأنه يرمز هنا الى أن محمد اشارة الى محمد ولد عبد العزيز الذى جاء بالسيد الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ’ ومتسائلا بشكل تهكمي عمن خلع عليه صفة محمد ’ فيجيب بوجرانه نفسه بنفسه ربما أن محمد ولد عبد العزيز هو من أتى به ويواصل بوجرانه المغرور بعاديات الزمن الذى لايعرف الثبات ويقلب ظهر المجن لكل من اغتر به ’ فهو لايلوى على شيئ ولا يدرى أن الله جل جلاله هو المتصرف فى ملكه تصرف المالك فى ملكه ’ ولو أنه أدام الحكم لشخص ما لما كان قد وصل الي العزيز الذى يتشدق به ولا يدرى أن العزيز اليوم أضحى مزاره قريبا على بعد بعيدا على قرب ’ ثم انك يا بوجرانه عليك أن لاتغتر بالأيام والدهور والسنين فمهما طال حكم العزيز فانه آيل الى الزوال مصداقا لقوله تعالى : قل اللهم مالك الملك توتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ... هكذا الدنيا يوم لك ويوم عليك ’ ولك فى ابن زيدون ما يشى فيما ذهبنا اليه : هي الأيام كما شاهدتها دول :: من سره زمن ساءته أزمان ’ الى أن يقول : وهذه الدار لاتبقى على أحد :: ولايدوم على حال لها شان من خلال هذه التقابلات والتناقضات المعادلاتية’ بل والمفارقات الموجودة فى الأبيات يتضح للذهن المنتبه أن ضربت عبد ما اتظحك الثانى فالعظة العظة ’ يا من يدافعون عن النظام بالباطل ’ وأنتم أول من يولى الدبر عند زواله لاقدر الله ’ ودع عنك شيخ المشاييخ وقطب الزمان وحذار من تزبوته ’ فولد الشيخ عبد الله صنع نفسه بنفسه ’ وجوده سابق على وجود العزيز ووجودك ’ وجوده بالفعل ووجودكما بالقوة الآرسطية ’ فأي الفريقين المستقل فى وجوده وهذا السؤال أوجه للرئيس الذى كان فى مؤتمره الصحفى يتكلم فيه عن المنطق والمعقول والمنقول ’ بل تحول أحيانا الى ألسني ’ وهو الذى لم يتتلمذ يوما على فريديناند دى سوسير و لا ألكاييه فكيف له أن يتكلم عن المنطق الذى من شروطه قبول الرأي والرأي الآخر ’ وهو من عودنا على منطق الاقصاء والارتماء فى أتون الأجندات الأحادية محاولا ابعاد الخصم وقضمه بكماشة واحتقار ودوس الشعب ’ أفلا تدرى يا بوجرانه أن هنالك مقولة شهيرة لشهيد الأمة صدام حسين عندما أوشك الضابط الأمريكي على جعل حبل المشنقة فى جيده سأله عن آخر مطالبه فقال له : أريد معطفى الذى كنت أرتديه قال له الضابط لك ما طلبت ’ لكن الضابط حيره ما قاله صدام لكن اخبرنى لماذا ؟ قال صدام حسين : الجو فى العراق بارد عند الفجر ولا أريد أن أرتجف فيعتقد شعبى أن قائدهم يرتجف خوفا من الموت وقال مقولته الشهيرة للحكام العرب وهو بيت القصيد عندى : أنا ستعد منى أميريكا ... أما أنتم فستعدمكم شعوبكم... هكذا فاحتقار الشعوب عواقبه وخيمة لأن الهبات الشعبية تاتى عفوية وهي البدايات الأولى للثورة التى لامحالة قادمة ’ فنحن لاينبغى علينا دوما الخوف من الثورة فهي ايجابية أحيانا لأنها لاتاتى الا للاصلاح ’ لبناء اختلالات بنيوية ’ وهي مسألة يتطلبها الاصلاح الكونى عندما تعجز ساسته عن ايجاد الحلول ’ وعندما تداس الايديولوجيات بنعال العسكر حينها تبرز الثورة فلا تستأذن أحدا ’ فالبدار البدار يا بوجرانه والرشد الرشد ’ وصون أعراض الناس يوم دفنتها بمساحيق التطبيل والتدجيل والتنكيل بمن أعرض وصد وكفر ب نعم وصدق ب لا فأيهما الأفضل ’ فى وقت كثرت فيه عبادة الحكام على عبادة خالق الحكام ؟؟؟