قلما يمر يوم من الأيام إلا و نسمع أو نرى أو نقرأ عمن يتشدقون بالدفاع عن المرأة جاعلين من ذلك الدفاع المفتعل وسيلة للتسكع على موائد المنظمات الدولية و مصدرا للكسب غيــــر المشروع على حساب القيم و الأخلاق الفاضلة لشعوبهم. لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن هذه المنظمات و غيرها من قوى الشر التابعة في أغلبها للوبي اليهودي هم من أحفاد الإمبراطوريات و الشعوب التي استباحت فيما قبل الإسلام عرض المرأة و شرفها و مالها و يحالون اليوم بكل ما أوتوا من قوة إحياء تلك الممارسات الدنيئة بعد أن قضى الإسلام عليها في معظم بقاع الدنيا يوم كانت المرأة لا تخاف الاعتداء على شرفها لأن هناك معتصما سينتصر لها باسم الإسلام و مبادئه.

إن على هؤلاء أن يدركوا قبل فوات الأوان أن الغرب و أذياله لا يريدون للدين الإسلامي أن يتمكن كما كان شأنه أيام الدولة الإسلامية الأولى تحت قيادة محمد صلى الله عليه و سلم و أيام الخلافة الراشدية و الأموية و العباسية و الأيوبية ... فما يريده هؤلاء اليوم هو نوعين من الإسلام: إسلام لا يتجاوز طرف اللسان يمتهن صاحبه الكذب و الخيانة و النفاق و السرقة و غيرها من الرذائل و إسلام دفع أصحابه الظلم و الجور إلى الغلو و التعصب الأعمى فيقتلون دون شفقة و لا رحمة و بلا تمييز. إن في النوع الأول من الإسلام الذي يدافع عنه هؤلاء تشويها متعمدا للأخلاق الإسلامية المبنية على الصدق و الأمانة و العفة و الوفاء و الإخلاص ... و غيرها من الخصال الحميدة التي جاء بها الإسلام و حض على التمسك بها حتى مع غير المسلمين. أما النوع الثاني فيريد هؤلاء ببقائه تشويها للإسلام المبني على العدل و المساواة و التسامح و بذلك يتخذون منه ذريعة لشن حرب مدمرة على كل المسلمين.

إن الاهتمام بحقوق المرأة عند هؤلاء لا يعدو كونه و سيلة من الوسائل التي يستخدمونها لاختراق النسيج الاجتماعي للمجتمعات الإسلامية في محاولة خبيثة و مكشوفـــة لتغييب الوجه الناصع للإسلام و جعله يظهر بوجه يشمئز منه الجميع.

لقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة و جاء ذلك مثبتا في القرآن الكريــم << و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف>>، <<... و عاشروهن بالمعروف>>، و فـــي السنة الصحيحة << ... استوصوا بالنساء خيرا>> << النساء شقائق الرجال >> و فـــي العادات و التقاليد الإسلامية: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ... الخ

إن على أولئك المغردين خارج السرب من هذا المجتمع المسلم أن يدركوا أن الله الذي خلقهم و خلق الكون و ما فيه أدرى بالمصالح العامة و الخاصة لجميع مخلوقاته ممن يحاولون بأفكارهم القاصرة و المحدودة زمانيا و مكانيا قول ما لا يحسنون و إعطاء ما لا يملكون.

إن على هؤلاء أن يبحثوا لأنفسهم عن طرق للتكسب تكون أكثر شرفا فمن عقيدة المسلم أن الإنسان سيقف أمام الله تعالى ليجيب على مجموعة من الأسئلة من ضمنها سؤالان عن المال: من أين اكتسبه؟ و فيم أنفقه؟ فلنحضر جوابا ينجينا من عذاب جهنم.

محمد محمود ولد العتيق