الصفحة الأساسية > الأخبار > إلي جدتي تامشكط/محمدومختاري

إلي جدتي تامشكط/محمدومختاري

الأربعاء 1 آذار (مارس) 2017  23:21

تامشكط (أجميل لكرب) تأسست عام 1927علي يد الفرنسيين أزدهرت وذاع صيتها تلك الفترة بلغت أوجه أزدهازها وعزتها في خمسينيات القرن الماضي. حيث ربطت بين 3ولايات هي لعصابه والحوض وتكانت وكانت قبلة القوافل ومناهل العلم ،احتكرها الفرنسيون لأغراضهم وطموحاتهم سادوا في الأرض وخوفوا الضعيف وأذلوا القوي أعاثوا في الأرض فسادا بعد الإستقلال تواصلت رحلات عالم الآثار أسنج روبير، فضربت خيامها مضارب آوداغوست التاريخية ونهبت حفريات الأخير كنوز المملكة الدفينة لم ترحم الشجر والحجر تحكي الحكاية الشعبية أنهم وبكل حقارة يخرجوا قطعة الذهب من فم العامل ويسحبوها من تحت قدمه إن هو فكر في إخفائها ليعيل بها أسرته، ناهيك عن الآوان الخزفية والفضية والقطع الثمينة، التي كان سكان البلاد يستعملونها في ذاك الزمن، تناثرت الحجارة ودمرت الحيطان عبثوا بالجغرافيا وحطموا التاريخ سلبونا كنوزنا وانسونا تاريخنا التليد وغادروا مرفوع الرؤوس حلت لعنت روبير منذ ذلك الحين علي أرض الأجداد، فبات حظها من إسمها تامة الشكر(تامشكط) ،حبر علي ورق كتبه جد في وصية لحفيده والجد سلمها لإبنه الذي صار عبدا فيما بعد عند بلاط الملك الذي قتل في حرب صليبية هجرت الوالد نحو أوروبا وأتلفت ممتلكاته هل عرفتم الجد والإبن والحفيد علي التوالي آوداغوست الكنوز تامشكط، نسي الفرنجي من تكون تامشكط، ومن هو شعبها ونست الحكومة الموريتانية حينها قيمة الكنز الدفين وباعته بدراهيم معدوده، رحم الله السلف كم كان بحاجة للعملة الصعبة حينها ،وأستغفري ياحكومة التأسيس إلا من حجيرات وقدور قليلة وبعض الأشكال الهندسية البالية التي تركت في المتحف الوطني كنوع من التمويه ليس تمويها بقدرما هو تشويها للحقيقة سلمتم ثروة قوم، رضعوا العزة والعلم والأخلاق وصاموا الأمان والصدق والعدل ليفطروا علي الحصي الذي أشتكي آليات روبير وحفرها دونما رحمة، رحل الكنز ورحل التاريخ معه،وبقي تل "أجميل لكرب" منتصبا صامدا محتسبا لا حاكم يواسي ولاخليفة يعزي تمر الأيام والليالي والشعب المسالم يعيش يكابد الحياة ومشقاتها يستنبت الحجر ويحلب السماء يزرع التسامح ويحصد الإيثار والتواضع والكرم شعب أبي جبل علي مكارم الأخلاق مسالم ومسبح بحمد ربه ، تنجب الوالدة وتربي وتسهر وتطعم وتغطي وتدفئ تكبر الأجيال وتستوي ويشتد عودها ويسيخر الله لها بركات السماء والأرض ،لكنها ترسب في الإختبار وتسقط في فخ الدنيا وملذاتها، تتنكر وتتلون لوالدتها الحنونة العطوفة، تصبر وتحتسب وتدعي ربها صلاح الذرية تمر السنين، والجدة العاكفة تتعبد في بيتها المتهالك تصاحب الدعاء وتستأنس بمناجات ربها ذات يوم وهي في غفلة منها تفاجئها زيارة شاب يافع حسن المنظر بشيش الوجه طيب الخلق ينحني ويسلم عليها ترد السلام عليه بإستحياء وتسأله من أنت يابني لم أعرفك فالرؤية لم تعد تساعد ولا أنتظر زيارة أحد! يجيبها بإستغراب جدتي ألم تعرفينني؟ وينحني مقبلا جبهتها ويديها تسر فرحا بني بني متي ولدت؟ أين أنت؟ وما أخبار والدك؟ أما زال حيا؟ ألا ينوي زيازتي؟ والإستفسار عن حالي؟ أسئلة تثقل الولد اليافع وينهار بالبكاء ويعجر عن الكلام تدخله وتضيفه علي قدرها

وبعد ساعة يسألها عن حالها ولماذا لا أحد بجانبها من أقاربها فتخبره أن الجيران فقط يعتنون بها وهي معتكفة منذ بلغت الخميس، وغادر الإبن الأكبر لها دونما رجعة يخاطبها جدتي أريد أن أذهب بك إلي البيت وأعتني بك وأعوضك عن أبنك الذي فقدته تقاطعة حفيدي العزيز لقد بلغت من الكبر عتيا أنا الآن دخلت التسعين من عمري ومن شب علي شيئ شاب عليه توكلت علي الله ولن أبرح مكان حتي ادفن في مسقط رأسي،

لكن لدي طلب واحد إذا أنجزته أوتركته لأبنائك تكون قد بررتني وعوضتني مافات من عمري، ماهو ياجدتي؟ بني جيراني هؤلاء أعتنوا بي أربعين سنة! أود منك أن ترد لهم الجميل ب هل عرفتم الجدة والإبن والحفيد؟! هم علي التوالي تامشكط الجيل الأول والحفيد هو أنتم يا أبناء تامشكط أود منك أن ترد لهم الجميل بتعبيد 90كلمة ظلت تفصلهم عن العالم الآخر تفصلهم عن الريادة عن الحضارة عن التقدم عن الرقي أو مستعد أنت؟ يابني نعم ياجدتي العزيزة تأكدي أني سأبذل الغالي والنفيس سأخر طاقتي وجهدي وذاكرتي في خدمة المطلب سأجمع الزاد وسأجوب البلاد وأجمع العباد وسنعيش من أجل تحقيق وصيتك وستحقق أمانيك وينعم الجيران بالرخاء

فأبشري ابشري ابشري.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016