الصفحة الأساسية > آراء حرة > عندما تثور الدُمى...

عندما تثور الدُمى...

الأربعاء 22 آب (أغسطس) 2012  00:54

المختار ولد محمد فاضل

لقد أضحت السياسة اليوم الأعجوبة الكبرى ، فقد اختفى عظماء القادة وحلت محلهم دُمى!!!

آلبرت بواديا

ذات زمن سياسي تغيض فيه المعاني و تنحرف الدلالات عن جادة سبيلها، يلبس الباطل لبوس الصدق والحق والعدل ويختال زهوا ورياء وعُجبا ينصب حبائله يتصيد بها كل غاو خائر العزم ،تائه البصر كليل البصيرة..وتنساق الدهماء يحدوها باقلُ ،يجول بها عوالم الكلم ويقتحم سرادق المعاني ... من مردت نفسه على الفساد في الأرض وجبلت سريرته على اقتراف الإثم، احتجبت عن ناظره الحقائق والوقائع وأطلق زمام خياله يسرح كيف يشاء، فيرنو إلى ما لا يٌدرك ولا يرام ظنا وطمعا وهياما بالمحال... وإذا كسدت بضاعةُ ما فلا جرم أن تأخذ الوساوس والهواجس من فؤاد صاحبها كل مأخذ وأن يصاب في حجاه وفي خلاقه وسحنته وأن تسول له نفسه ويلتبس عليه أمره، لاسيما إن كان ممن تعلق قلبه بحب الدنيا وزخرفها وزينتها وغلبته شهوته ومالت به ميلا ... فكل ذلك معقول، مقبول أو مفهوم معلول في حق النفوس البشرية الهشة تجاه مفاتن الدعة والرفاه،سوى أنه ممقوت، ممجوج حين يطوح بصاحبه إلى هتك العرض الناصع وتدنيس الكرامة الوطنية والتنكر لأواصر القربى في الدين والوطن... فما بالك إن كانت نباله تصمي صميم الوطن وثخنه بإصرار وترصد من مَن يَدعي الوطنية والغيرة والحمية وهو يُنمى إلى الإسلام.؟؟؟ يبدو أن ما اصطلح على تسميه - تجاوزا وعدوانا - بالإسلام السياسي في بلادنا بات يُجاهر بمكنونه ويحسر عن ما وراء النقاب حتى في وقت مبكر جدا ليصدح بلوثة أصحابه وببطائنهم ودخائلهم وهواجسهم الحقيقية فمن بين قطيع المعارضة الضال في قفار التيه والضياع يبدو حزب " تواصل " الأضل سبيلا والأنكى نشازا ونفورا والأثرى أوهاما وأنتن أوراما، والأفسد منهاجا ... فقد طال الأمد على الإخوة في اللحاق بركب الفتنة المقيت ونادي الدم الملعون الذي يسبح فيه نظراؤهم ،يعبقون فيه برائحة النفط والذبح والدولار في رحاب أوطانهم قربانا لأسيادهم الماسونيين وشياطين الفوضى الخلاقة... توهم تواصل أن ثلته وخلاياه النائمة في المؤسسات التعليمية وبعض مريديه كفيل أن يُلهب أوار ثورة تفتح له أبواب القصور والنشور وأن وقفة واجفة راجفة ،مبعثرة مشتتة خائفة مترقبة ، عمادها قُصر وغوغاء وأركانها مهدودة خائرة ، يمكن أن تزعزع أمنا أو تحقق أمرا ... ألا ساء ما يظنون !!!

لقد أساء تواصل إلى نفسه وإلى مناضليه أو ما تبقى منهم حين زج بالعامة والنسوة والصبية في مسرحيته الباردة الباهتة وضرب مثلا على الاستغلال الأعمى والأخرق يوم بث سمومه ونثً أدرانه لهثا وراء مآرب عزت على أمثاله.. ولرب ضارة نافعة ، فقد ترسخ وتجذر الإيمان أن العناوين البراقة والخطب الرنانة والأماني والخيالات المجنحة أكذب من سراب وأن ادعاء هؤلاء للصلاح والإصلاح محض أراجيف وأباطيل يسترون بها النهم والشره والطمع المتأصل ... كُشفت كل الأوراق دفعة واحدة واغتيل أي مذهب في التأويل والتعليل وتهاوت وتهافتت كل الأصوات المدافعة عن المشروع الوئيد الذي تمرغ سريعا في حمأة الغي السياسي وتكالبت النخبة تنهش وطنها وتبدد أواصر أبنائه وتخرم عٌرى وحدته ، تلعب بها تيارات متقلبة وأيد أجنبية ملطخة ملوثة ... لقد مضى عهد الإنصاف والوطنية وأجدبت منه ربوع معارضتنا وصوح البوم في أرجائها إلا من ثاب منهم للحوار وجنح للسلم واعتصم بالوحدة ، أما من أهمتهم أنفسهم ففي صدورهم وغر وفي آذانهم وقر وحيل بينهم وبين ما يشتهون لذلك تراهم مهطعين ناكصين في حيرة من أمرهم وتردد وتململ وتحسر ، لا يملكون لأنفسهم شيئا قد أوكلوا أمرهم دمى مزبونة للغير ، لا في العير ولا في النفير ، يشرئبون إلى كل قادم ، لعلهم يبيعون موقفا أو ينالون أعطية أو يهرقون دما وكذلك يفعلون...

المختار ولد محمد فاضل

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016