الصفحة الأساسية > آراء حرة > عزيز والأطفال الأربعة

عزيز والأطفال الأربعة

الجمعة 17 آب (أغسطس) 2012  06:03

ماذا لو صرفت حكومة ولد عبد العزيز الرواتب للعمال قبل أوانها..ماذا لو تحصل الطبيب "القاتل" المريض على علاج حقيقي ونفسي في مصحة حقيقية للأمراض العقلية..ماذا لو أسهمنا جميعا في شن حرب لا هوادة فيها على إسراف النساء وإلحاح النساء وقوة العادات الاجتماعية البالية..

حادثة عرفات تقول في تفاصيلها إن وزارة الصحة مذنبة وهي المسئولة بالدرجة الأولى عن الجريمة..فقد أثبتت الأشهر القليلة الماضية أن أغلب من انتحروا أو أجرموا يعانون من مشاكل وأمراض نفسية مشخصة من قبل الأقارب, وليس من طرف أخصائيين في الطب النفسي..علينا أن نتساءل: لم لم تستثمر الوزارة والحكومة بالتالي في مجال طب هو أكثر ما نحتاجه اليوم في بلد تجعل تناقضاته كل مواطن عرضة لأن يصاب بالجنون:انقلابات تنجب ديمقراطية مع أن الديمقراطية عدو لدود لغصب السلطة..تظاهر بالإسراف والتباهي بين الناس مع أننا بلد فقير وديننا يأمر بعكس ذلك,,علماؤنا يتحدثون في التلفاز عن الزهد في متاع الدنيا وعلى كل واحد منهم رقعة بيضاء تباع بمائة ألف أوقية..وهؤلاء هم من يمثلون تعاليم السماء في الأرض..فقيرنا لا ينظر إلا إلى الأعلى, مع أن في الأفقر منه عبرة كان يمكنه الاستفادة منها..المفسد القديم لدينا يتحول بين عشية وضحاها إلى نبي مرسل بفضل جلسة يقضيها مع قادة المعارضة..دخان في الشارع وتلوث وصراخ وحر شديد وتسارع في دقات القلب..ومتملقون للرئيس يصعدون سلالم السوق على عجل..يلهثون حتى لا يتصدق أحدهم على الجائعين المتسولين, فهو هنا لشراء لبس العيد لأبنائه..يصعد لاهثا ويهبط لاهثا.. ولأنه متملق بامتياز يستطيع الشراء بيسر..بورصات سياراتها تشغل مؤشر الخطر..خطر عيد الفطر المبارك..شباب لا يملكون إلا أ يبيعوا سياراتهم لهذا اليوم المبارك..تتسارع الدقات..جلبة وضوضاء وهواتف تسأل عن العيد..وحر شديد وأزيز إنها لحظات ما قبل الجنون"الفطري"أو "الأضحوي":ماذا اشتريتم؟ماذا ستشترون؟..النقود اختفت من المدينة, وفي المدينة دائما نفط وسمك وذهب وحديد ومليونا شخص ستعيدهم الحالة المدنية إلى مليون موريتاني..من يقرضني للعيد بأضعاف مضاعفة؟هؤلاء لا يعرفون "التشبيك" بعد.. من يحل مشاكلنا؟لا أحد؟ الرئيس عاد بالأمس ؟نعم عاد لكنه يفكر في عفو سيرضي فرنسا ويخرج به نفسه من مأزق ظلم الشاب ولد الداده ..يفكر في عفو آخر لابد منه, فالتلفيق ضد بيرام ورفاقه لم يقنع الكثيرين بعد الجعجعة الأولى..مشاكل الرئيس هي ذي, وآخر ما يفكر فيه هو العيد ولبس العيد وكيف سيتمكن أطفال الفقراء من الذهاب إلى ملهى"شهرزاد" حيث الألعاب و الدمى والأفعوانيات والقطار..لا.. لا الرئيس أكبر من هذا..لكن هل الرئيس حقا أكبر من أن يجنب البلاد مآسي بحجم مأساة عرفات؟سيتساءل الكثيرون حقا أو تزلفا:كيف ذلك؟ وما علاقة المعتمر بكل هذا ؟

..لو أن الرئيس صرف الرواتب قبل أوانها..لو أن الرئيس جمع مجانين البلد في مصحات خاصة وصنفت حالة كل واحد منهم : هذا الشخص مجنون هادئ, أو هذا شخص يشكل خطرا بالغا على نفسه وعلى الغير, كما يفعلون في بلدان العالم الأخرى..لو أن زوجة الرئيس قادت كسيدة "أولى"حملات توعية حقيقية ضد الإسراف وفتحت خزائنها مع ذلك لتوزيع كسوة العيد حيث أنها لن تدفع من جيبها..لو أن الرئيس أمر العلماء -وأغلبهم للأسف يأتمرون بأمره- بالحض على التقشف وعدم التبذير والتباهي, وقدموا الأمثلة في أنفسهم وأولادهم..لو أن الرئيس القادم من عمرته للتو صرف راتبا إضافيا بمناسبة العيد والمجاعة والعمرة والمساعدة التي جلبها من البنك الإسلامي..لو أنه فعل كل هذا لما ذبح الطبيب المريض أطفاله.

كان الطبيب المريض حينها سيبقى في المصحة إلى أن يكون مؤهلا لممارسة الأبوة والتمريض ولما ترك حرا في وهو يعاني ويعاني..ولما كان غضب من زوجته المسكينة حينها, لأنها كانت هي الأخرى ستحصل على الكسوة من الراتب الإضافي للعيد أو من مساعدات السيدة الأولى أو لما اهتمت كثيرا بسبب حملات العلماء واكتفت بما تيسر..الرئيس مسئول عن كل شاردة وواردة في هذا البلد, خاصة إذا كانت هذه الشاردة قد شردت خوفا منه أو وردت طمعا في الشرب من حياض هو من يحرسها ويطرد الناس عنها...الرئيس مسؤول عن هذه الرعية بموجب الانتخاب وليس الانقلاب..لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. لولا تكرارنا لهذه الكلمة وقليل من الصبر لأصبنا جميعنا بجنون الدونية وقلة الحيلة والظلم والغبن والهوان.

2 مشاركة منتدى

  • عزيز والأطفال الأربعة 17 آب (أغسطس) 2012 08:16, بقلم عبد الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبيه الكريم
    يبدو أنك ياكاتب المقال أردت أن تتهجم على العلماء، وعلى منسقية المعارضة، وعلى ولد عبد العزيز، كما أردت أن تقدم قضية بيرام وولد الدادة، وأن تصف استنكار الناس لحرق كتب الفقهاء بالجعجعة، فهذا كله يحق لك من باب حرية الرأي وحرية التعبير، ولكنك فعلت ماتفعله المنسقية وما يفعله ولد عبد العزيز وما يفعله بيرام: ألا وهو استغلال معاناة الناس، المنسقية تستغل كل شيء للوصول إلى السلطة وولد عبد العزيز يستغل الفقر والفساد وبيرام يستغل العبودية وأنت يا أيها الكاتب المحترم تستغل دماء أطفال صغار لتقدم قضاياك، تستغل دماء أطفال ومعاناة أم ملكومة لتهاجم العلماء كم أنت عبقري، تحاول أن تحول صدمة الناس إلى حقد وتوجه هذا الحقد إلى من تحقد أنت عليهم، ولكن هذه الطرق أصبحت قديمة ومعروفة.
    كم أنت كاتب عظيم

    الرد على هذه المشاركة

  • عزيز والأطفال الأربعة 18 آب (أغسطس) 2012 08:38, بقلم محمد محمود / العتيق

    لله ما أخذ و له ما أعطى و كل شيء عنده بمقدار و أجل مسمى
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه الله به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا
    إياكم و لو فإن لو تفتح عمل الشيطان
    إن تمسكنا بالدين الإسلامي الحنيف هو وحده الدواء الشافي من كل الأمراض النفسية و البدنية فلتكن هذه عقيدة راسخة في نفوسنا و عندها سنجد أن الدنيا بخير و الآخرة خير و أبقى...

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016