مسرحية أطار

الأربعاء 8 آب (أغسطس) 2012  14:56

أحمدو محمد الحافظ

في مدينة العزيز البائسة لا حديث يعلوا فوق حديث "للقاء الشعب" المنصرم الذي أقامه رئيس الفقراء على شرف المتزلفين من مواطنيه في الذكرى الثالثة لانقلابه الذي انتزع فيه السلطة جهارا نهارا من الرئيس الأكثر شرعية في تاريخ البلد .

لقد اختار رئيس الدولة المفدى مدينة أطار لتكون حاضنة لقائه مع شعبه البائس والفقير بعد أن جوعه وأفقره و داس على كرامته وعزته ونزع الابتسامة والبسمة من فقرائه وأغنيائه ودفع بأبنائه إلى الانتحار فباطن الأرض أصبح خيرا من ظاهرها ,,, في زمن لا عزيز فيه إلا ساكن القصر الرمادى وبقية شعبه ضربت عليهم الذلة والمسكنة إلا من رحم "العزيز " من المتزلفين.

نواكشوط تعشق "أغسطس " ففيه تنتظر فارسها القادم الذى يمتطي صهوة دبابته ليركل رئيس الدولة فيلقي به سجينا أو منفيا لهذا فهي تقدس "الانقلابات " و تمدح كل منقلب وتسب كل منقلب عليه وتتبعه باللعنات " هكذا فعلت مع "الطائع وهيدالة قبله " والشيخ الزاهد الذى لم يعمر في الحكم طويلا وغيرهم...

الجميع في العاصمة رحل لمدينة "أطار " التي ابتهجت بقدوم الرئيس فقد حشد الحزب الحاكم كل المؤمنين بموريتانيا الجديدة والكافرين بها ليحضروا للقاء الرئيس مع الشعب , حتى صديقي سالم ذهب معهم إلى أطار مع أنه ليس عضوا في الحزب الحاكم وليس مثقفا ولا سياسي اولا "صفاقا" ولكنه يريد أن لا تفوته موائد الرئيس وأن ينهل من موائد فاخرة كان سيحرم منها قطعا لو بقي في العاصمة البائسة ,قبل ذهابه نصحنى وقال " تعال إلى أطار واترك عنك ما تكتبه من تفاهات فشعبك يفضل سمكة من سمكات العزيز ,على كل ما تدونه نخبه وأقلامه المتقدمين منهم والمستأخرين ",,,

"هذا الرجل لن يتوقف عند حد فهو يصدق كل ما يقوله " ميرابوا لسان

تنطبق هذه العبارة على رئيسنا المفدى الذى لا يصدق إلا ما يقول وليس محتاجا أن يرى ويسمع فليس بعد قول العزيز قول ولا قرار و لا فعل.

هكذا يصنع الموريتانيون طواغيتهم يمجدونهم و يقدسونهم حتى إذا بلغ واحد منهم نهايته لعنوه وسبوه وألصقوا به ويلات البلد ومصائبه ونكساته الكثيرة .

تحدث الرئيس عن حصيلة ثلاث سنوات عجاف من حكمه وروي في حديثه الملائكي أنه بني الجسور وشيد القصور والبروج وأطعم البائس والفقير ,وقال أن نسبة الفقر في موريتانيا تدنت بشكل ملحو ظ لأن الدولة تملك فائضا ماليا معتبرا ,, وكل حديث عن جفاف أو فقر هو مجرد تدليس وتضليل من معارضة لا تحسن إلا الازعاج .

أما برنامجه الانتخابي فقد تحقق بنسبة سبعين في المئة ولم يذكر لنا الرئيس في حديثه الملائكي أين ذهبت مشاريع : " برج نواكشوط " و"رباط البحر " و"فندق الفاتح " ومدينة الطيطان الجديدة " ومطار نواكشوط الدولي ومدجنة النعمة , وجامع نواكشوط الكبير,,, كلها غيض من فيض من إنجازات سيادته التي لم نرى لها أثرا ولم نحس لها ركزا.

كل هذه مشروعات عملاقة وعدنا الرئيس بها ذات مساء ونام الكثير من فقراء البلد وهو يحلم بها ليصحوا بعد ثلاث سنين عجاف على حال بلد تتقاسمه الأخطار وتتربص به الويلات وينهش الفقر من أبنائه و البطالة من شبابه ,,

أبرز ملامح الصورة القاتمة "لموريتانيا الجديدة ", شباب في عمر الزهور يقضون موتا على الحدود في حرب وكالة عن بني "الأصفر " لا ناقة لنا فيها ولا جمل لنجازي بعد ذلك أن يتجاهلنا مسؤولو الدولة المعنية فنحن بالنسبة لهم لا نعدو أن نكون دولة قصية حلت عليها لعنة الجغرافيا وحرمها أبناؤها من مكانتها التاريخية التي أورثها الأجداد فضيعها الأحفاد.

سيادة الرئيس هل أتاك نبأ "ولد مشظوفي " وقبله " ولد دحود " وغيرهم كثر اكتووا بنار حكمك و بصلف نظامك و بحمق وتخبط حكومتك فكان الردى أرحم بهم من حياة لا "عزيز " فيها سواك .

سيادة الرئيس هل أتاك حديث ذلك الفتي الشهم " ولد مولاي اعلي " ورفاقه الذين قدموا أرواحهم فداء لسكان الحي الساكن بعد أن قدمتهم وعصبتك الحاكمة ليقوموا بخدمات مجانية لإمبراطورية "تازيازت " التي أصبحت دولة في الدولة , مر الحادث بهدوء ولم تجر إقالة مدير الطيران المدنى ولا الوزير المسؤول ولا حتى اعتذار من الدولة لأسر الشهداء الذين فرطت في أرواحهم ...

سيادة الرئيس ألم تشاهد عاصمتك وهي تتخبط في ظلام دامس تتقطع عنها الكهرباء في اليوم مرة أو مرتين ومع ذلك يتبجح وزراؤك أننا سنصدر كهرباء للدول المجاورة ,شر البلية ما يضحك .

سيادة الرئيس أي إنجازات ستتبجح علينا بها في سنواتك العجاف : فقر مدقع , وتعليم فاشل , وسياسة خارجية متخبطة , ومسؤولون مرتشون باعوا البر والبحر ,في دولة ترفع شعار حرب الفساد والمفسدين فازداد الفساد وظهر في البر متجليا في صفقات " تازيازت و م-س-م "وفي البحر في صفقة الصيد المخزية ,أفسدتم العدالة فعوقب الفقير على سرقته فتاتا وترك الأقوياء من علية القوم رغم كبر الجرم لأنهم يمتون لأبي بدر بصلة كانت لهم حصنا حصينا ...

لقد أرهقتنا بظلمك ,و قتلتنا بصلفك , أنهكتنا بحديثك الدسم المكرر عن ر دولة أخرى في "المريخ " غير موريتانيا التي أرهقها حكمك وجعلها في ذيل المستضعفين .

بلدى يرثي لحاله ولسانه يقول :

كم عشت أسأل .. أين وجه بلادي

أين النخيل .. و أين دفء الوادي

لا شيء يبدو في السماء أمامنا

غير الظلام .. وصورة الجلاد

هو لايغيب عن العيون كأنه قدر

كيوم البعث و الميلاد

تصبحون على حاكم لا يسخر من شعبه وإلى للقاء في مهزلة أخرى من مسرحيات ابي بدر.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016