الصفحة الأساسية > الأخبار > الحوار بمن حضر؛فالمعارضة فوق المريخ أوالقمر!.

الحوار بمن حضر؛فالمعارضة فوق المريخ أوالقمر!.

الجمعة 30 أيلول (سبتمبر) 2016  09:49

انطلق الحوار المزعوم؛وتلك آية ساطعة على استبداد نظامنا؛وحجة دامغة على وهن معارضتنا؛التي شابها ما شاب أمم التصوف من قبلنا؛كانوا يتعلقون بالخوارق؛ويدعون الأسباب.

يا للأسف معارضتنا تعيش فشلا واضحا في مواجهة هذا النظام ؛وخاصة في مجالها الإعلامي؛فحين يتلاعب النظام بمشاعر الدهماء؛ويبيد روح الإحساس الوطني في سواد النخبة بالترغيب والوظائف؛سوف تجد معارضتنا الأشاوس كأنّهم على سطح المريخ حين يعصرون الضمير الوطني لعلّه أن يستيقظ .

فيوميات المواطن من معانات كما في الصحة والتعليم والخدمات العامة يعرضون عنها؛ويسرفون في واجهة أخرى من لوحة النظام القاتمة؛ يثرثرون عنها؛ثرثرة لا يفقهها إلا من هو متخم برشاوى الوظائف والصفقات العمومية.

معارضتنا تحلق في الهواء بعيدا كالكرة عن وجدان المواطن المقهور؛الذي يريد رغيف خبز وشربة ماء ومدرس وممرض.

مواطن يريد من يردّ عليه السلام ويجاذبه الحديث عن أنعامه التي نفقت بسبب جائحة؛ومزرعة تلفت بسبب آفة الأرض؛وهوام الليل.

مواطن يريد حديثا عن غلاء الأسعار؛ومادة السكر اليوم شاهد على ذلك.

مواطن يريد من معارضتنا خطابا يعكس همومه؛فهو لا يملك بنوكا ولا شركات ولا سيارات؛وأغرب شعار عنده (مان شار كزوار)؛كأنّ سواد شعبنا يملك سيارات؛وهو الذي لا يملك قوت يومه؟؛أم أنّ معارضتنا تحرص فقط على هموم نخبتها.

النظام لا يخشى معارضة تقبع في قصور؛وتعد بعنتريات؛فذاك شيء ملّه المواطن؛وكفر به؛وصار يضحك منه النظام ويستهزئ به.

النظام يخشى معارضة شعبوية؛تسكن أكواخه وخيامه؛وبواديه وأريافه؛تمشي بين أزقته؛وتنام على أديمه؛تقتطع من أقواتها؛وتبذل من جاهها؛تضحية من أجل التعس المسكين القابع بين محامله وخيامه.

من دون مجاملة أيكم يعرف رقم هاتف رئيس حزبه؟؛وأيّكم يجرأ أن يستفتحه بأبسط همّ يتلظى به ؛كظلم بيّن وقع عليه من طرف مرفق عمومي؟.

من دون مجاملة هل ممثلكم الحزبي يهتمّ بالشأن العام؛أم أنّ أحسن أحواله طالب معاش؟.

لا ضير على النظام إذا كانت مؤتمراته الصحفية في خمس نجوم؛لكن من غير الحكمة أن تضارعه معارضة؛تعجز عن كراء مقراتها كما تدعي؛ولو كان عندها فائض فالأولى لها أن تواسي به فقراء وطنها؛بدلا من تبذيره في إطلالات لا يسمعها إلا نخبة أغلبها فاسد.

من مكائد هذا النظام أنّه صنع من شعبه ثلاث طوائف كبرى الزنوج والبيظان بشقيهم السمر والبيض؛فكسب الزنوج ولحراطين جلّا من خلال قادتهم؛والطائفة الثالثة نصفها صار تحت إبطه؛ونصفها الآخر وقلّة من الأوّلين يتقاسمها الجوع والجهل والهمّ.

ومن مكائده تقسيم هذا المجتمع إلى نخبة متخمة ورعية مجوّعة؛فالنخبة يتمّ تركيعها بالوظيفة والصفقة والتعيين السياسي على غير وجه حقّ؛أمّا الرعية فهناك دكاكين أمل؛ والسمك ولحم الأضحية وتمر السعودية؛والعزف على عامل القبلية والجهوية والطائفية؛وهي أمور تحتاجها العامة وتأسر لبّها.

ولذا حقّ لهذا النظام أن يشرع في حواره بمن حضر؛فالظاهر من حال معرضتنا أنّها بين المريخ والقمر؛ولن ترجع قريبا.

غالي بن الصغير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016