الصفحة الأساسية > آراء حرة > ثورة الوزير ومسيرة الرئيس/ بقلم غالي ولد الصغير

ثورة الوزير ومسيرة الرئيس/ بقلم غالي ولد الصغير

الاثنين 6 آب (أغسطس) 2012  01:35

غالي ولد الصغير

تشابه السير يدل غالبا على تطابق الفكر والرؤى ، وإن المتتبع لسيرة الحجاج بن يوسف واستقرائها ، ولمسيرة الرئيس واقتفائها ، يرى العجب ا ، فالحجاج انقلب على ولي نعمته بعد ما دناه ، وجلب له عطف الخليفة حتى استخلصه لنفسه وزكاه ، والرئيس انقلب على قريبه الذي رباه ، وخذل سيده الذي رقاه ، وقد كان للحجاج الفضل في حفظ دولة بني أمية وضبط شرطتها وحملها على الشدة وتنظيم جيشها وتسييره لدك حصون الأعداء في الداخل وتوسيع رقعة الإسلام في الخارج . فجاراه الرئيس بتسليح الجيش وتطويره وفتح المعابر على الحدود وضبطه وإنشاء شرطة مسقارو لفرض الأمن وإذكاء الحرب في مالي لاستعراض عضلاته وقمع الداخل لترسيخ سلطانه . وأسرف الحجاج في ظلم البلاد وسفك الدماء حتى خلف في قلوب الناس حقدا وكرها ، وكان لسانه أمضى من سيفه على مناوئيه يصفهم بأقبح الألفاظ وأنتنها ومن منا لا يحفظ من مأثوره (يا أهل العراق ، يا أهل الشقاق والنفاق ......) ، فباراه الرئيس في شتم العباد وهنيئا له وقد فاز عليه بقذف الأعراض وقدح الأشراف حتى خلف في قلوب أنصار معارضيه حيرة وارتباكا من بذاءة ألفاظ وفحشها ، وترك في انداده جروحا غائرة لا تندمل وصدوعا طاحنة لاتنجبر في كنف الأعراض ، ومن منا لم يسمع ولم ير لسانه الذي لا يفتر عن نعتهم (بالمفسدين) ونبزهم بـــ(العجزة الثائرين) وجلدهم بــــ(الجفاف الذي في قلوبهم)في قرار مكين . وقد نال حظه من سفك الدماء في الجنوب ووسط البلاد وفي الشمال الذي مازال دمه ينزف وأهله في ماتم حزين ، أما معاركه مع القاعدة فلا تسألني فتمجيد ما يوصف بالارهاب جريمة يعاقب عليها القانون ، والبهتان كبيرة يعذب عليها الجبار المتين . وبنى الحجاج مدينة واسط واهتم بالعمران وتخطيط المدن فكان شغف صاحبنا أعظم فقد هدم منازل الفقراء على رؤوسهم وشق الطرق بأموالهم من أجل تخطيط مدن البلاد ثم عزف على بؤسهم لنيل خواطرهم . وسوف يبني مدينة (رباط البحر) لعله يحاكي بها مدينة واسط . وكان للحجاج موائد يطعم بها الجائع ممن سلم من بطشه ، ولصاحبنا منائح طفيفة في الراتب والعلاوة والمعاش ودكاكين للبيع جاد بها وذاعت له خطة أمل التي فاح بها (في عام يغاث فيه الناس وفيه يعصرون) لمن انفلت منهم من موت واقع بسبب فقر مدقع في زمانه . وأغرب من هذا ويثير الدهشة وجود خصال خير يحسد عليها الحجاج كحبه للقرءان الكريم والاعتناء بالمصحف الشريف وتسهيل تلاوته بالتنقيط والتحزيب وقد قال فيه بعضهم (ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبه القرءان ). فغالبه صاحبنا بافتتاح إذاعة للقرءان الكريم واستخراج الفرقان المبين بحبر المنارة والرباط وزركشتها وتشجيع النشء على تلاوته فوق المنابر وعلى الأثير . وجرت بلوى الانقلابات في قائد الحجاج الأشعث الذي ثار عليه وعلى بطشه وشغله بحروب طاحنة حتى أرهقه ، وضارعه وزير الدولة للتعليم العالي ...في البلوى فقد ثار على خلق رئيسه الذي يغض الطرف غالبا عن منتقديه ليتظاهر بحرية التعبير فثار علي سلوكه المشين عنده بتعليق راتب ولد الرباني نكالا منه على كلمة حق قالها وليروض رئيسه على شهية الانتقام وتكميم الأفواه وتكسير الأقلام .فما أشبه الليلة بالبارحة.

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016