الصفحة الأساسية > آراء حرة > ماذا يستطيع النظام أن يجني من دعم الدكتور بوميه؟

ماذا يستطيع النظام أن يجني من دعم الدكتور بوميه؟

الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012  13:55

شكل قدوم د. بوميه ولد ابياه مفاجأة ضخمة للرأي العام الوطني الذي افتقده منذ قرابة خمس القرن أحدث غيابه خلالها ثغرة عميقة في الساحة السياسية لم تجد حتى الآن من يجرؤ حتى على محاولة شغلها ليس عزوفا عنها وإنما عجزا عن إدراك شأو هذه القمة السامقة التي ستحدث بحضورها ثقلا وازنا سيخفف من ضغط كثير من الأوزان الأخرى.

إن انضمام هذا الرجل إلى النظام – إذا توفرت له شروط سنذكرها فيما بعد – سيفيد النظام فوائد جمة وذلك لعدة أسباب مردها إلى أن الرجل هو القائد التاريخي بلا منازع للتيار الإسلامي.

ويرجع أول هذه الأسباب إلى أن المجموعة التي ستشكل نواة عمل الرجل تمتاز باحتوائها على خليط قوي ومتجانس من رموز القبائل وشيوخ المحاظر وأئمة المساجد من كل مناطق البلاد ومن كافة أعراقها وأجناسها كما كانت الحركة على عهد قيادته فقد ضمت قوميين وإسلاميين ورموزا تقليديين استطاع الجمع بينهم في بنيان عجيب لم يستطع أي احد أن يميز بين أي من مكوناته .

و بالتأكيد فلن يقضي مشروعه على ما هو قائم في هذه الميادين وإنما سيعززه بإضافة مجموعات جديدة و بتحريك أخرى منتسبة إلى هذه الأطر القائمة وسيتمكن لا محالة بشهادة تجاربه الماضية أن يبقي على عناصر هذه القاعدة الذين شغلوا أدوارا في النظام تجد نفسها الآن مهزوزة سيمنع بذلك تعطيل طاقاتها ويقف أمام منعهم من الاستمرار في العطاء وفي ذلك ترشيد واضح لطاقات مساندي النظام واستمرار في تقوية لحمته حتى لا يقال إن النظام يتنكر لأصحابه ذلك أن الرجل قادر على تحريك قاعدة التيار الإسلامي الحقيقية والصلبة والتي تشكل قوة نائمة وطاقات معطلة ومشاريع بناء موقوفة التنفيذ حتى الآن وهي القاعدة المبثوثة في كافة المرافق الحيوية: قطاعات وزارية مجتمعات مدنية ... وغيرها وحيث تنطلق من عقالها فإن الشلل الحاصل في تلك القطاعات سيزول لا محالة تلقائيا وأكثر من ذلك قد تتغلب هذه القاعدة على الكثير من العقبات التي وضعها غيرها وقد تقلب الكفة لصالح تفاهمات ايجابية مع النظام.

أما ثاني هذه الأسباب فيعود إلى أن الفئات المرشحة لمساندة الرجل تمثل تيارا معارضا معارضة ايجابية : معارضة لا تغمض أعينها على الباطل ولا تتنكر للحق وذلك ما يترجم بعدها حتى الآن من الساحة وعدم سماع أصواتها فلا هي قبلت بيع ضمائرها للأنظمة ولا هي قبلت أن تستهلكها " حكومات الظل" وبدخولها الساحة ستشكل فعلا تيارا معتدلا يستطيع أن يلعب دور المعارضة الصحيح في أعين الداخل والخارج ونحن نعلم أن من أخطر ما تعانيه البلاد الآن عدم وجود صفات متفق عليها: حكم يتفق الجميع على التسليم برشده ومعارضة يرضى الجميع عن نزاهتها. وطبيعة معارضة هذا التيار الجديد التي تتسم بالاعتدال والوسطية سوف ترشحه لأن يكون محل إجماع بين كافة الفرقاء خاصة أن عناصره غير ملطخين بأوساخ التجاذبات الحاصلة منذ فترة في البلاد مما يمكن كافة الأطراف من التعويل عليهم في تبادل المعاهدات وتوكيد الالتزامات

أما ثالث هذه الأسباب فيكمن في قدرة هذا التيار على ضخ دماء جديدة في المجالات الإعلامية و السياسية و التنظيمية ... خاصة انه على عهدها كانت الساحة تعج بالمحاضرات والكتابات والتنظيمات التي أضفت على تلك الفترة نهضة فكرية أصبحت إمكاناتها الآن أكثر إتاحة كما أصبحت فوائدها أكثر تأثيرا

أما رابع هذه الأسباب فهو أن الرجل وكثيرا ممن سوف يآزرونه يستطيعون بحكم علاقاتهم بالبلاد التي درسوا أو عملوا بها أو تشتمل على امتدادات فكرية لهم يستطيعون أن يرطبوا الأجواء بينها وبين بلادنا ونحن في أمس الحاجة إلى ذلك الآن وذلك من خلال الثقة التي يحظون بها بلا منازع داخل تلك البلدان وهذا ما سيزيل لا محالة حالة الارتباك التي تسود الآن علاقاتنا مع دول ما يسمى " بالربيع العربي " التي يحكمها الآن التيار الإسلامي وكذا تركيا وإيران .. فثنائية الحكم والفكر تحتم على تلك الدول أن تضع عينا على النظام وأخرى على المعارضة أما بوجود تيار إسلامي داخل تشكيلة الأحزاب الداعمة للنظام فذلك لا محالة مدعاة لقوة مركزه خاصة أن لقائد هذا التيار علاقات وطيدة بكافة القيادات الفكرية في الأنظمة موضوع الحديث.

إن هذه المزايا التي ذكرناها ستبقى مشروطة بشروط أساسية محورها قيام إطار تنظيمي يلم شتات هذا التيار ويجمع كافة أفراده وإلا يوجد هذا الإطار فإن المشروع سيبقى كامنا.

إنه ليس من مصلحة النظام كما انه ليس من مصلحة الرجل أن يتم احتواؤه في أي من الأطر القائمة وإنما يتحتم أن يمتلك إطارا مستقلا يستطيع أن يستوعب جميع من يشاطرونه الرأي.

إن جماعة الرجل لن تقبل بأمرين :

1 -أن تكون وسيلة لمحاربة حزب التواصل: ستخالفه قطعا في الطرح و الإستراتيجية ولكنها لن تقبل أن تكون في صراع معه بالوكالة عن النظام. فلن يعنيها أمره إلا بقدر ما يعنيها أمر غيره.

2 - لن تقبل الانضواء تحت أي حزب وبالتالي لن تقبل بأقل من حزب سياسي غير مدجن :حزب يعرف المعروف وينكر المنكر. و وجود هذا الحزب سوف يرمي عصفوريين بحجر واحد: سيوفر تشكيلة سياسية مقنعة لأتباع الرجل كما يوفر للنظام قناة مستقلة قادرة على دعمه ومساندته كغيرها من التشكيلات الأقل أهمية وذلك طبعا من خلال منظور تلك التشكيلة و وفقا لمنهجها.

محمد المهدي ولد محمد كابر

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016