الصفحة الأساسية > الأخبار > الطوارق في موريتانيا بين تحديات الوجود وتشبث الهوية

الطوارق في موريتانيا بين تحديات الوجود وتشبث الهوية

السبت 13 آب (أغسطس) 2016  06:38

احتضن المركز الثقافي للطوارق بنواكشوط، مؤخرا، سهرة موسيقية أنعشتها ثلاث فرق طارقية، وحضرها عدد من المهتمين الموريتانيين بالثقافة الطارقية، وذلك في إطار برنامجه الرامي إلى تنظيم حفل ثقافي شهري بالتعاون مع المعهد الفرنسي بموريتانيا ومعرض فني سنوي بالتعاون مع المتحف الوطني الموريتاني.

وقد أنعشت السهرة فرق "إيتران" و"إيمرهان" و"تسنانت" التي تقيم في نواكشوط منذ سنة اندلاع الحرب في مالي، والتي تجمعت في تنسيقية موحدة إثر جهود من زينب ولت يحي رئيسة المركز الثقافي للطوارق في موريتانيا.

و يحاول المركز الثقافي للطوارق بدار النعيم أن يكثف من نشاطاته الثقافية الطارقية، وذلك بالتنسيق بين الفرق المنضوية في المركز فيما بينها لتنظيم نشاطات مشتركة وللمشاركة الفاعلة في حفلات ومهرجانات عديدة داخل موريتانيا وخارجها، لا سيما مهرجان الصداقة بباسكنو شرقي موريتانيا ومهرجان اكبار بمدينة بوجدور بالصحراء الغربية. ويتحدث آبا أغ أمبيري، رئيس فرقة إيتران بتين بكتو، عن الصعوبات والعراقيل التي اعترضتهم في بداية نقلهم للثقافة الطارقية خارج بيئتها الأصلية شمالي مالي، قائلا" لقد اضطرتنا ظروف الحرب وملاحقة بعض العصابات للطوارق إلى مغادرة باماكو على وجه السرعة خوفا على حياتنا وقد تركنا هناك جميع آلاتنا الموسيقية. لذلك كانت بداياتنا صعبة هنا في موريتانيا ".

ويضيف أغ أمبيري: " أولى لقاءاتنا لم تتعدٌ تبادلا للرأي حول سبل ضمان وجود نشاط ثقافي طارقي في موريتانيا وكانت لنا عديد التخوفات حول مدى قبول الموريتانيين لنشاطنا المستقل وما إذا كنا سنجد فضاءات تحتضن نشاطاتنا إلا أن العراقيل سرعان ما تلاشت بعد تعرفنا على فنانين موريتانيين دعمونا، وبدأنا بإحياء حفلات مشتركة معهم، واستطعنا الاندماج معهم. وبمساعدتهم ومساعدة من المعهد الفرنسي بموريتانيا فتغلبنا على هذه الصعوبات".

وختم أغ أمبيري: "إن فنون وحضارات الشعوب لا تندثر طالما هناك نشاطات تعرف بها فيتم تناقلها عبر الأجيال " موضحا أن "نشاطاتنا في موريتانيا هي تجسيد لحضور الثقافة الطارقية وهي بداية تحتاج إلى رعاية، أما في مالي فإن الحرب تحول دون ذلك".

وصرح الفنان أتاي أغ عثمان، رئيس فرقة تسنانت تين بكتو، بأن الفنانين الطارقيين يسعون إلى استغلال الفرص المتاحة لهم في موريتانيا لعرض ثقافتهم ومواهبهم الفنية. وأضاف: " لقد عانينا كثيرا قبل الوصول إلى وضعنا الحالي؛ حيث ساعدنا انفتاح الشعب الموريتاني كثيرا على تجاوز الصعوبات التي اعترضتنا ".

ويوجد في موريتانيا أكثر من 60 ألف لاجئ هربا من الحرب الدائرة شمال مالي، جلهم ينحدرون من شريحة الطوارق. وتجدر الملاحظة أن الملاحم والأساطير التي يرويها الفنانون الموريتانيون، لا سيما أولئك المنحدرون من المناطق الشرقية الموريتانية ومن ولاية كيدي ماغا في الجنوب، تعكس ارتباطا وثيقا للموسيقى الموريتانية بالموسيقى المالية، وخاصة الطارقية منها.

dune-voices

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016