الطيران العسكري.. هل انتهى العمر الافتراضي؟

لأول مرة في تاريخ البلد تشرئب أعناق الرأي العام الموريتاني بتلهف لمعرفة نتائج تحقيق في كارثة جوية تتعلق بالجيش، بعدما أعلن بيان صادر عن وزارة الدفاع فتح تحقيق لمعرفة ملابسات سقوط طائرة عسكرية في مطار نواكشوط، قبل نحو أسبوعين. الكارثة الجوية، التي لم تكن الأولى ونرجو أن تكون الأخيرة، أودت بحياة سبعة أشخاص من خيرة منتسبي المؤسسة العسكرية ومتقاعديها، بالإضافة إلى بعض رجال الجمارك الأكثر كفاءة، حسب شهادات البعض. ورغم أن الطائرة احترقت بالكامل، وركابها قضوا بالكامل، إلا أن سقوطها ترك أكثر من علامة استفهام حول القيمة الحقيقية لموظفي الدولة والمواطنين بشكل عام لدى قيادة بلدهم، بعد أن فشلنا في رصد أي شكل من اشكال الحداد على الأرواح التي أزهقت وهي تزاول عملها، كما فشل المراقبون في رصد أي مسؤول رفيع في جنازة شهداء العسكر. ويبقى السؤال العريض الذي يفرض نفسه بقوة كلما ذكر حادث الطائرة وسابقاتها، هو (هل انتهى العمر الافتراضي للأسطول الجوي العسكري؟)، خاصة وأنه شهد كوارث جوية عديدة في ظرف زمني وجيز. فقبل أشهر قليلة من سقوط الطائرة العسكرية في مطار نواكشوط، سقطت أخرى قرب مدينة شنقيط الأثرية، ليروح ملاحها الشاب ضحية لحادث لم تعرف أسبابه بعد، بسبب غياب التحقيق أو التكتم على نتائجه. وقبل ذلك بفترة ليست بالطويلة سقطت طائرة عسكرية في ولاية الحوض الشرقي، غيبت وجوها من الوزن الثقيل في المعادلة العسكرية.. وطبعا كان الحدث الأبرز في تاريخ الكوارث الجوية العسكرية، رغم انعدام الخسائر بحمد الله، اضطرار ملاح مروحية عسكرية للهبوط في صحراء تيشيت سنة 2009 وهي تقل وفدا رئاسيا يرافق الرئيس "المستقيل" حينها محمد ولد عبد العزيز وهو يخوض غمار معركة انتخابية شرسة ضد كافة ألوان الطيف السياسي بالبلد. إن على قواتنا المسلحة، كما يؤكد الخبراء، أن تعد لجانا للتحقيق في مدى صلاحية ما تبقى من أسطولنا الجوي العسكري للاستعمال، حفاظا على الممتلكات وصونا للأرواح البريئة. ويتندر بعضهم بالقول إن طائرات موريتانيا العسكرية والمدنية، إذا ما انتزعت أجنحتها، فإنها ستكون قابلة للحد من التداعيات السلبية لأزمة النقل الحاصلة بفعل إضراب الناقلين.

السفير

» آخر التعليقات

» قناة كيفة انفو

» الظوال

» أسعار الحيوان

الإبل

البقر

الغنم

» منبر كيفة

» أعلام