الصفحة الأساسية > الأخبار > لنزرع الأمل! / محمد فال ولد بلال

لنزرع الأمل! / محمد فال ولد بلال

الخميس 7 تموز (يوليو) 2016  22:15

طالعتُ في صحيفة أجنبية خبراً يقول إن شابَّاً يابانيا قام بإنشاء موقع، لا ينشر فيه سوى الأخبار السعيدة: الاكتشافات و الابتكارات و المصالحات و النجاحات، و الانتصارات، و كلّ ما بمقدوره أنْ يضع فرحةً و سروراً و ابتسامةً مشرقةً على وجه القارئ. لا مجال في موقعه للأخبار السيئة: الحروب، التوارات، الكوارث، الأزمات، و التفجيرات، و المفخخات، إلخ... و على خطى الشاب الياباني، شرع عدد من الإعلاميين في جمهورية السودان الشقيقة في تكوين مجموعة للأخبار السعيدة، تحمل اسم "إعلاميون ضد الإحباط". و قبل ذلك بفترة، كشف بعض الخبراء و المحللين عن قناعتهم بأن الشعوب في العالم الثالث، بحاجة لما يدعم صبرها و صمودها في مواجهة سيل الأخبار السيِّئة التي تحملها نشرات الأخبار و الصحف و المواقع و شبكات "التواصل" الاجتماعي...الصحف السياسيَّة تتوعد الناس بالتفكك و التشظي، و المجلات الاقتصادية تنذر بخطر الكساد و الخراب، و الدراسات الاجتماعية تبشر بالانهيار الأخلاقي، و الأخبار الرياضية تزف الهزائم...الإعلام كلّه يضطر شعوبنا على أخذ جرعة من المحبطات صباحا و مساء!

فعلاً، على الإعلام أنْ يُبصِّر بالمخاطر، و أن يضع إصبعه على مواضع الوجع، و يشير بقوة إلى مراكز الخلل و القصور، و يبتعد عن الأكاذيب و الأوهام. ولكن في المقابل، يجب عليه أن يسهم في محاربة اليأس و مقاومة الإحباط و زراعة الأمل بالبحث عن الأخبار السعيدة و نشرها خارج الصفحات الإعلانية و البرامج الترفيهية. في العالم الثالث يندُر أنْ تجِد إعلاميا أو سياسيا له رغبة أو مقدرة على إنتاج أفكار نيّرة و مشرقة، تُسهم في حل المشكلات و الأزمات. مُعظَمُهم بارعون في الهدم و نسْج الأوهام، و عاجزون عن صناعة الأحلام و إنتاج الأفكار. و المشكلة هنا ليست في السياسيِّين و الإعلاميين كأشخاص، ولكن في الثقافة السياسيَّة السائدة التي تجعل الحاكمين في كل العهود و من معهم، يزيِّنون الواقع بالأكاذيب و وعود السراب وإنكار الحقائق، وإذا سايرتهم الصحافة؛ فقدت أعز ما تملك و هو مصداقيتها. و في مقابل ذلك، المعارضون في كل العهود يراهنون على استثارة غضب الجماهير وغيظهم، بتكثيف نشر الأخبار السيِّئة، وتبخيس إنجازات الحكومة.

تمنياتي للشاب الياباني و للمجموعة السودانية التي قررت أن تساعد في نشر الأخبار السعيدة لمقاومة "ثقافة التحبيط" أن تنجح في مسعاها الحميد. كما أتمنٌى أن ينحو بعض شبابنا هذه الوجهة عازفا على وتر الأمل و التفاؤل و الرجاء و الأخبار السعيدة و صناعة السلام والأحلام. أتطلع لأن أرى اليوم مواقع و صحف و حسابات على الفيسبوك و على "تويتر" متخصصة في البحث عن الأخبار السّارة في أي مجال من مجالات الحياة و نشرها لتحمل إلينا ما تيسّر من فرحة و سرور و تزفّ لنا البُشرى...و تساعد شعبنا على مقاومة سيل الأخبار السيّئة...أيكم يبدأ، أيها الشباب ؟ من صفحة الوزير السابق محمد فال ولد بلال على الفيس بوك

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016