الصفحة الأساسية > الأخبار > نساء متقاعدي العسكر بموريتانيا : كدح من أجل العيش والبقاء

نساء متقاعدي العسكر بموريتانيا : كدح من أجل العيش والبقاء

الخميس 21 نيسان (أبريل) 2016  06:55

"قطعنا كل هذه المسافة لعرض بضاعتنا أملا في إيجاد فرصة لسوق ولو مؤقت ترتفع فيه القوة الشرائية، وسعيا إلى لفت انتباه الجهات الحكومية المختلفة إلى قضيتنا عل ذلك يكون سببا في لفتة منهم تعيد لأزواجنا حقهم في العيش الكريم بعد أكثر من عقدين من الزمن أمضوها في الرباط على الثغور ذودا عن حمى وطن ما عادوا يعنون له الكثير بعد أن أحالهم إلى التقاعد وتركهم للنسيان".

بهذه الكلمات تفتتح مريم تسلم حديثها وهي تروي قصتها مع البحث عن لقمة عيش لأبنائها الذين بات أبوهم ضمن جيوش العاطلين بعد أن أحيل إلى التقاعد من العمل بعد زهاء ثلاثة عقود قضاها جنديا في الجيش الموريتاني.

"خضار متنوع وفواكه وأسماك مجففة وبعض الأعشاب والنباتات المحلية المستخدمة في الطب التقليدي بموريتانيا" تلك هي أبرز المواد المعروضة من طرف مريم تسلم للبيع في معرض نسوي كبير أقيم في منطقة مركز المال الإداري شرق محافظة لبراكنه بمناسبة الثامن من مارس (العيد العالمي للمرأة) والأمل يحدوها في العودة بأرباح تعوض تكاليف التنقل والإرهاق وتضمن تأمين جزء من الإنفاق على أطفال بيت بات يعال من طرف امرأة محدودة الدخل والحرف ومعدومة الحيلة والوسائل وضعيفة الجهد.

وإلى جانب مريم تسلم تجلس آمنة بنت إسلم ارجالها سيدة أخرى من نساء المتقاعدين العسكريين في موريتانيا، قدمت هي الأخرى من ريف مقاطعة مقطع لحجار شمال الولاية للمشاركة في المعرض النسوي لبيع ما استطاعت من بضاعتها. تعدد آمنة بنت إسلم ارجالها جملة من التحديات تواجهها نساء العسكريين المتقاعدين وعلى رأسها البطالة الدائمة لأزواجهم الذين لم يعتدن على مزاولة الحرف الحرة مطالبة بإعطائهم الأولوية في شركات التأمين الخاصة واستحداث آلية تضمن لهم العمل إلى جانب استفادة الوطن من خبراتهم وتراكماتهم في الخبرة المكتسبة جراء العقود التي أمضوها في صفوف الجيش.

كما تطالب آمنة بدعم خاص لنساء المتقاعدين عبر توفير السياج لمزارعهم الخاصة وإعفائهم من ضريبة المياه أو بيعها لهم بأسعار رمزية وتوفير البذور تشجيعا لهن على الجهد الذي يقمن به في رعاية وإعالة أبناء المتقاعدين.

أما سودت من الجيد فتستعرض جانبا آخر يتعلق بفقدان حقوق ترى أنها ثابتة لأزواجهن من المتقاعدين ولا سبيل لهم للحصول عليها، وفي مقدمتها التأمين الصحي، حيث يتطلب الوصول إلى الضمان الاجتماعي قطع أزيد من 250 كلم للوصول إلى العاصمة انواكشوط وتتبع إجراءات تستعصي على مثيلاتها ممن لم تطأ أقدامهن العاصمة، نظرا لتعدد مكونات الملف وغياب مكتب إرشاد للمساعدة، وهو ما جعل أغلبهن يقرر ترك الضمان طواعية لعجزه عن القيام بتلك الإجراءات المعقدة حسب وصفها.

كما تتحدث سودت عن صعوبات تواجه أبناءهن في الحصول على تعليم حقيقي في ظل عزوف أغلب السكان عن التعليم النظامي وإقبالهم على التعليم الخاص الذي يتطلب الولوج إليه دفع مبالغ مالية لا يتوفرون عليها.

غير أن المنسقة الجهوية لوزارة الشؤون الاجتماعية بالمحافظة توت منت يعقوب اعتبرت أن جميع النساء المنتظمات في تكتلات أو روابط نسوية قد استفدن من دعم مالي معتبر خصوصا في السنوات الثلاثة الأخيرة تجاوز مجموعه عشرات الملايين من الأوقية قدمت في شكل مساعدات نقدية وقروض ميسرة عبر صندوق الإيداع والتنمية كما تم توفير السياج والبذور لأغلب التعاونيات الزراعية.

وطالبت منت يعقوب نساء العسكريين المتقاعدين وغيرهن من نساء المحافظة إلى الانتظام في روابط وتكتلات نسوية والتقدم بملفاتهم إلى المنسقية لضمان استفادتهم من أي دعم حكومي منتظر.

وختمت المنسقة حديثها بالقول إن الضمان الاجتماعي لم يعد الحصول عليه يتطلب السفر إلى العاصمة انواكشوط حيث تم فتح وكالة جهوية للضمان الاجتماعي في عاصمة المحافظة ألاك ضمن خطة حكومية لتعميم وكالات الصندوق في عواصم المحافظات داعية النساء إلى تبادل المعلومات والتواصل المستمر فيما بينهن.

dune-voices

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016