الصفحة الأساسية > آراء حرة > من أجل دولة مدنية ديمقراطية:

من أجل دولة مدنية ديمقراطية:

الثلاثاء 10 تموز (يوليو) 2012  03:21

بقلم سيدي ولد محمد الأمين

في ذكرى العاشر من يوليو

سيخرج مجموعة من الشباب الموريتاني للتظاهر يوم العاشر من يوليو !

ليس من أجل الحصول على لقمة عيش يسدون بها أفواههم !

ليس من أجل الحصول على وظائف أو مناصب تروي مطامع شخصية !

سيخرجون من أجل هدف بعيد.. لا يتفق مع مستوى أعمارهم، و لا مع قدراتهم..

لكنهم يرونه، و يؤمنون به، و يتمسكون به، إذ يمثل تحقيقه خيارا لا بد منه من أجل تجسيد آمال هذا الشعب العظيم بطيبته، و بساطته، في دولة تضمن الكرامة، و الحرية، و تمنح الأمل لمواطنيها، و تشعر بالفخر و الاعتزاز.

إنهم يبصرونه، و قد عميت عنه بصائر الكثيرين..

و مستعدون للتضحية في سبيل تحقيقه بكل ما لديهم، و مستعدون لتحمل آلة القمع الأمنية التي لا تضن عليهم بمطلق السخاء كلما خرجوا متظاهرين..

قناعتهم أنه منذ العاشر من يوليو 1978 م و المأساة تتكرر بانقلابات تجهد طغمة عسكرية في كل مرة لإخراجها في صورة "الإنقاذ" أو "الخلاص" للوطن.. و يشحذ السياسيون ألسنتهم و خطاباتهم الديماغوجية لتبريرها، و تبرع مؤسسات الدولة المدنية و حتى القانونية (المجلس الدستوري) في إضفاء أسمى آيات التوصيف بضروريتها و الحاجة الملحة إليها..

في كل مرة يقع انقلاب أو اغتصاب للسلطة يتحالف كل أولئك ليموهوا على المواطن حقيقة ما يجري، و يقدموا أنفسهم على أنهم المخلًصون لنا، و أن سابقيهم هم الذين أوقعونا في المهالك، و أنهم المسئولون عن تخلفنا و فسادنا و الظلم و الجور فينا..

و النتيجة بعد كل مرة أن الشعب ترتهن إرادته في قبضة ثلة من العسكريين، و قلة من السياسيين مردوا على النفاق و التطبيل، و ألفوا التزمير لكل حاكم عسكري يتلألأ منكبه بنجوم براقة مخادعة، و يمتلئ صدره بنياشين الإجرام و اغتصاب الحقوق.

سيخرج هؤلاء الشباب في حركة 25 فبراير و غيرهم واعين تماما أن الجيش الوطني أبعد ما يكون عن تلك السرقات و الاغتصابات للسلطة، و أنه لا يختلف عن عموم الشعب إذ يزج به في مغامرات شخصية، و أطماع خاصة لطغمة من الضباط.

يدركون تماما و هم يحتجون ضد حكم العسكر ـ مكررين: يسقط.. يسقط حكم العسكر ـ أن الجيش يظل و يبقى جيش الأمة، يدافع عن الوطن، و مكتسباته، و حدوده، فهذا هو دوره الأصلي و النبيل، أما الزج به في أتون الانقلابات أو استخدامه لتحريف إرادة الشعب فيبقى فعلا أخرق تدأب الطغم العسكرية على تكراره، و هو ما لن يقبل به الموريتانيون بعد الآن، و لن يسمح لأي سياسي أو قانوني أن يمالئ إرادة ضباط معدودين ضد إرادة الشعب.

يسقط.. يسقط حكم العسكر..

9 يوليو 2012

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016