الصفحة الأساسية > الأخبار > العوائق البنيوية للأحزاب السياسية في موريتانيا

العوائق البنيوية للأحزاب السياسية في موريتانيا

الأحد 17 نيسان (أبريل) 2016  10:51

إن الميزة الأساسية التي تجعل أي حزب سياسي يندرج في خانة الأحزاب السياسية للمجتمعات الديمقراطية الحديثة إذا كان يسرى عليه ما يسرى على هذه الأخيرة من احترام لجماهيرها إذ يمكنها التعبير عن آرائها ومقترحاتها ومشكلاتها والتأثير في القرارات الحكومية والإسهام في صياغتها ، والقيام كذلك بدور كبير في صنع السياسة العامة.

فماهو تعريف الأحزاب في الديمقراطيات السليمة؟ وماهي المعوقات البنوية للأحزاب السياسية لدينا؟

الأحزاب السياسية ، تنظيمات سياسية تسعى إلى بلوغ السلطة السياسية داخل الحكومة في الأنظمة الديمقراطية من خلال مرشح للانتخابات العامة وتمارس الديمقراطية في داخلها من خلال انتخاب أعضائها في أمانات الأحزاب المختلفة وصولا إلى انتخاب رئيس الحزب وترشيح أعضاء ينتمون للحزب لخوض الانتخابات

ونظرا لمحورية الأحزاب السياسية في الأنظمة الديمقراطية وارتباطها الشديد بها وصفها بعض المنظرين أنها عماد الديمقراطية.

ومن بين وظائفها تجميع المصالح ، والتجنيد السياسي والتنشئة السياسية إلى غير ذلك من الوظائف النبيلة والتي لا يمكن أن تحصى ، وهي كذلك وسيط بين المجتمع المدني ومن يطلعون بمسؤولية صنع القرارات وتنفيذها ومن خلال ذلك تتمكن الأحزاب السياسية من تمثيل تطلعات أعضائها ومناصريها في البرلمان والحكومة.

وإلى حد ما تتحدد طرق العمل الداخلي للحزب السياسي من خلال قوى خارج نطاق ذلك الحزب (كنظام الانتخابات أو الثقافة السياسية والضوابط القانونية) ولكن يحددها بشكل رئيسي العناصر الداخلية أما العناصر التي تؤثر على عمل الحزب السياسي داخليا فتشتمل على شخصية كوادره والأسس الأيديولوجية التي يرتكز عليها ، والثقافة السياسية داخل الحزب.

وفي الوقت الذي تعد فيه الأحزاب السياسية ركنا أساسيا لبناء النظام الديمقراطي يرى بعض المواطنين في بلادنا أن الأحزاب السياسية لدينا هي مجرد أدوات في يد أصحاب النفوذ الاجتماعي والاقتصادي وكذا بعض النخب لتحقيق مصالحها الضيقة كما يرى أصحاب هذا الرأي السالف ذكرهم أن الأحزاب في موريتانيا ماهي إلا قوى انقسامية تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي لأنها تصبح أحيانا أحزاب شلل ووجهاء وتكتلات شخصية وعائلية أو جماعات مصالح من أجل تحقيق مكاسبها لتقضي بذلك حق الإرادة الشعبية في التعبير عن نفسها فأغلبية المواطنين لا يشاركون في الأحزاب السياسية نتيجة لهذه الأسباب الآنفة الذكر وكذلك نتيجة للخوف ولعدم وجود تأثير واضح لها في مجريات الأحداث أضف إلى ذلك خلو محتواها من مضامين حقيقية كالحكامة الرشيدة ، ومن أبرز العوامل المعيقة لهذه الكيانات السياسية كثرة التراخيص لها مع فشلها في معالجة الوضع الاقتصادي ، كما يمكن القول أن من معوقات الأحزاب السياسية في بلادنا عدم قدرتها كذلك على استيعاب الفئات الاجتماعية المؤثرة والفاعلة مثل الشباب والطبقة الوسطى التي ابعدت عن العمل السياسي والتي تمثل جوهر الاضطرابات الموجودة في الوطن.

فمتى تنجح الأحزاب السياسية في موريتانيا في وضع الإصبع على مكامن الوجع والخلل فيها.

بقلم: شيخنا ولد الداه

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016