الصفحة الأساسية > الأخبار > وزير التهذيب وعفا الله عما سلف

وزير التهذيب وعفا الله عما سلف

الأربعاء 10 شباط (فبراير) 2016  04:40

موظف له خبرة ستّ عشر سنة؛كلّها عمل وعطاء بين الفصول والتلاميذ؛ولله الحمد؛بعضها تحت ظلّ الاعرشة وشظف المعاش وجفوة البدو وقسوة الحياة؛ وبعضها الآخر في عاصمة إحدى الولايات؛ حيث عانى فيها ما يميت الكريم كمدا :

عند تخرجه حوّل إلى أقصى فيافي هذا الوطن الحبيب؛ بضرورة عمل؛ وهذا أمر طبيعي؛وخاصة إذا ما كان ينسحب على جميع الخرجين من أمثاله؛باستثناء الأوائل منهم؛فلمّا رجع في أوّل راحة فصلية؛ فاجأه أنّ هناك من رفاقه؛من ظفر بمذكرة عمل داخل العاصمة؛ وهو الذي كاد أن يخفق في التجاوز؛وكأنّ القانون لا يعنيه.

بعدها بعام واحد حوّل إلى مدرسة يديرها عقدوي؛فاستغرب من قيمة كفاءة نالها من مدرسة تكوين المعلمين؛حين يكون عملها تحت إمرة عقدوي اختاره مفتش المقاطعة غالبا على مزاجه .

وبعدها بأعوام؛ حوّل إلى مدرسة؛ يديرها مدير؛سبقه في الاكتتاب بسنين؛وأعلى منه إطارا. فعمل في ظلّ مؤسسته حججا؛يستقوي عليه وعلى طاقمه بالمستشار وسكرتير الإدارة ومفتشها فهؤلاء كلّا من نفس عائلته.

شهد الحيف في إدارته؛ فهناك من دخل الفصول عقدويا ؛ وبعد سنتين من عمله؛ صار موظفا رسميا في الوظيفة العمومية؛ورئيس مصلحة في الإدارة الجهوية التي يتبع إليها.

يعمل الآن في إدارة جهوية جلّ رؤساء مصالحها؛أقلّ منه تجربة وكفاءة؛ بحكم حداثة الاكتتاب ودرجة الإطار؛ولكلّ واحد منهم قصة تطول في ترقيته؛ قصة سوف تسلك ضرب الجاه والرشوة؛وتتنكب صراط العدل والاستحقاق؛ إن فتشت عنها.

موظف له خبرة ستّ عشر سنة؛ تمّ فيها ترقية كلّ مشاغب ومهمل لعمله في ولاية عمله؛ فاصطفوا أحسن الوظائف؛التي تدرّ عليهم بالمال والراحة؛ فالآن منهم مدير مدرسة لإحدى مدارس تكوين المعلمين؛ ومستشار في وزارة التهذيب؛ وملحق إدارة.

شاهد زملاء له في التعليم؛لمّا يبلغوا الفطام في المهنة؛ يتمّ اختيارهم وبسرعة البرق كمدرسين في معاهد الدولة التي توجد في الخارج؛حتى يحظوا بامتيازاتها المادية.

شاهد موظفين من أمثاله؛يعملون في الخارج وفي مدارس حرة خارج ولاية عملهم؛ وفي نهاية السنة الدراسية يجد أسماءهم في رقابة المسابقات.

كلّ هذا كان يقع على نفسه بردا وسلاما؛لا يشغل من نفسه إلا قدر ما يسمعه؛ أو يراه. لكن أن يتمّ التلاعب بمسابقة أطفال صغار من مدرسة نسيبه 1؛بذريعة عدم اكتمال الأوراق؛بعد أن قبلتهم الوزارة في البداية؛وتكتمت على إلغاء مشاركتهم حتى آخر لحظة.

وبدلا أن تخرج الحكومة؛وتعلن عن إنزال أقصى العقوبة؛بمن له يد في هذه الجريمة؛ وتتبرأ ممن شارك في هذه الفضيحة من قريب أو بعيد؛ سواء من غالط في سنّ اكتتابهم؛أو من زكاهم في ملفهم. بدلا من ذالك كلّه اختارت هذه الحكومة الشرطة لمن استنكر وشجب واحتج على هذه الفضيحة المدوية؛لتقمعهم؛ وأردفت عليهم بتعديل وزاري؛ليكون كبش فداء.

هذا الحدث وحده أوقد في نفسي مع هذا الموظف نيران الحسرة والأسى؛ ونسف في نفسه كيان الدولة التي يعيش في كنفها.

فهل الوزير الجديد سوف يطلق الوعود والأماني بمحاربة الفساد كسلفه تماما؛ويقول لنا عفا الله عمى سلف؛ويتعامل من جديد مع أباطرة ملف نسيبه1؟؛و بهذا يتواصل مسلسل الفساد في وزارة التهذيب؛ والانفلات من يد العدالة؛بسبب تبادل الأدوار بين الوزراء.

غالي بن الصغير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016