الصفحة الأساسية > آراء حرة > تساؤلات واضحة, للمعارضة الناطحة؟/المصطفى ولد أمون

تساؤلات واضحة, للمعارضة الناطحة؟/المصطفى ولد أمون

الأربعاء 27 حزيران (يونيو) 2012  10:05

في البداية أودُّ أن أبدأ بديباجة كتوطأة لكلمتي هذه, كان من قدر شنقيط أو إمارة المرابطين, أو بلاد السيبة, أو موريتانيا الحديثة, أن تكون في هذا المنكب البرزخي, في ركن قصي من محيطها العربي والأفريقي معا, ومع ذالك ظلت منارة علم وإشعاع في جميع أصقاع المعمورة,!!! بفضل علمائها الأجلاء, ومحاظرها المتألقة,! كما تميزت دوما بثرائها الاجتماعي, والثقافي, وربما يكون ذالك من أهم العوامل التي جعلتها تتبوأ الريادة العلمية في شبه المنطقة,

لقد ظلت موريتانيا عبر تاريخها المديد, واحة للعلم والجهاد والأخلاق النبيلة, ونموذجا رائعا للتعايش والإنصهار بين شتى أبنائها وأعراقها, لا فرق بين العربي والزنجي والأبيض والأسود (والبيظاني) [والبولاري] (والسونكي) [والولفي] فيها, لقد عاشوا جميعا مدة مديدة, في هذا الوطن العزيز, في وفاق وانسجام تامين, لا يعكر صفوهما حَرٌ, ولا قرٌ, ولا جدب ولا محل, ولا نعمة, ولا نقمة, يوحدهم الدين والوطن والمثلُ العلى, لا فضل لعربيهم على عجميهم, ولا لعجميهم على عربيهم إلا بالتقوى,والاستماتة في الدفاع عن الوطن والمقدسات, والصدع بكلمة الحق والثباتْ, يجادلون من خالفهم بالتي هي أحسن, لسان حالهم قول القائل: (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) ظلوا على هذا النهج القويم ردحا من الزمن غير قصير, حتى جاءت [الديمقراطية] وما أدراك ما الديمقراطية, فكثر الهرج والمرج, والقيل والقال, والتناحر والتدابر, والسجالات والمهاترات,والنفاق والشقاق, والسفسطة والتملق والتنا بز بالألقاب!!! شيم وأخلاق أقوال وأفعال, رؤى وتصورات, دخيلة بما في الكلمة من معنى على أخلاقنا ورآنا, وشهامتنا وبرائتنا الموغلة في الطهارة والنقاء!! وكيف لا تكون دخيلة علينا وهي من صناعة الغرب وتصوراته؟؟ إن (الديمقراطية) ليست كتابا منزلا, ولا وحيا معصوما, بل هي من رؤى الغرب ومخططاته, لقد أخذوا منها الجوهر, وصدروا لنا نحن المسلمين المظهر, وبعبارة أخرى لقد أخذوا بأحسن ما فيها ورمونا بقشورها وغثائها, إمعانا منهم في استعمارنا والسيطرة على ثرواتنا ومقدراتنا, وبث الفرقة والشقاق بيننا, فهل الديمقراطية إلا فزاعة للفتنة والشقاق والتملق والنفاق؟؟ فهل الأحزاب وكثرتها وتنوعها واختلاف رآها وأيدلوجياتها إلا مظهر من مظاهر الفتنة والخلاف؟؟ هل نحن بحاجة إلى هذا الكم الكبير من الأحزاب والمبادرات؟ ألم يقل ربنا عز وجل في محكم كتابه العزيز: [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم] صدق الله العظيم؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ؟

ألا يقول المثل العربي الشهير: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه, ضعيف بنفسه قوي بأعوانه؟ وهذا لا ينفي أن الديمقراطية إيجابية إذا ما طبقت دون إفراط ولا تفريط, وإذا ما علم الجميع حكاما ومحكومين, أن حرياتهم تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين, وكذالك إذا ما ترفع الجميع عن السب والشتم والتجريح والسفسطة, وما لا يليق من الأقوال والأفعال, ولعلي أطلت في توطأتي دون قصد,! وها أنا أمرُّ مرَّ الكرام إلى تساؤلاتي للمعارضة الكاشحة وهي على النحو التالي:

ألم تعلنوا جهارا نهارا اعترافكم بفوز الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الشوط الأول من اقتراع الثامن عشر يوليو 2009 ؟ هل مورست عليكم حينها ضغوطا من أي كان سواء كان خارجيا أو داخليا من أجل الاعتراف بهذه النتيجة؟ أليس اعترافكم بهذه النتيجة يحتم عليكم الاعتراف بما يترتب عليها وهو مأمورية من خمس سنوات كاملة للرئيس الفائز محمد ولد عبد العزيز؟ وإذا كنتم تنقمون من الرئيس أنه رفض الحوار معكم في الماضي فما الذي جعلكم ترفضون بملء إرادتكم الحوار مع الجميع, وقد تداعواْ له أغلبية ومعارضة؟ ألا يصدق فيكم قول القائل:

[لا تنه عن خلق وتاتي مثله**عار عليك إذا فعلت عظيم]؟ هل أتيتم في يوم من الأيام ببرنامج اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي أو صحي, قابل للتطبيق بشكل فعلي وعملي, وتم رفضه؟ ألا يصدق فيكم المثل الشعبي الشهير (إلِّ شكرْ ش إديرْ ش افبلُّ)؟!! إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا شك أنه له أخطاءٌ كغيره من البشر فهو ليس معصوما, لكنه مع ذالك له إيجابياته الكثيرة, ولقد أصميتم آذاننا من كثرة ذكركم لسوآته ومثالبه, فهل اعترفتم له بحسنة واحدة, في منابركم الكثيرة, سواء تحت قبة البرلمان أو في المواقع الإخبارية أو الإذاعة أو التلفزيون أو المسيرات والمهرجانات أو الرحلات المكوكية التي ما فتئتم تقومون بها بين الفينة والأخرى للداخل والخارج معا؟؟؟؟ [وإن الإنصافْ كما يقولون من شأن الأشرافْ] أم أن طموحكم الجارف للسلطة أعماكم عن كل ما سواه؟ لا شك أنكم خليط من الأحزاب والتوجهات والمشارب المختلفة والرؤى, فهل يوجد بينكم قاسم مشترك سوى الحرص على تنحية الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن السلطة وليكن بعد ذالك ما يكون؟!! واليوم وقد أصبحتم تنادون بالرحيل هل أعددتم لذالك عدته؟؟؟ ها أنتمْ وقد هالكم ما يسمى بالربيع العربي وتريدون بكل ما أوتيتم من قوة واقتدار ركوب تلكم الموجة الهائجة وأصبحتم تمنون أنفسكم باقتطاف ثمارها, هل ترون أنكم قادرون على ذالك؟ هل فيكم من هو مستعد للتضحية بفرد من أفراد حزبه أحرى بنفسه أو أخيه, أو صاحبته أو بنيه, في سبيل الحصول على ذالك؟ إنما حصل في تونس ومصر واليمن ولبيا وما زالت أنهاره تسيل دما في سوريا ماتت فيه الآلاف المؤلفة, وأقول ماتت حتى لا أقول استشهدت لأنني لست متأكدا أن هذه هي طريق الشهادة فعلا, هل فيكم من يحبذ أن يقع ما جرى ويجري في الوطن العربي وفي البلاد التي شهدت الثورة بصفة خاصة, من قتل وتقتيل وضرب وركل ونهب واختلال أمن واغتصاب واقتتال قبلي واندثار للدولة ومقدراتها وووو.... أن يقع مثله لا قدر الله في بلدنا؟؟ وإذا كان دافعكم لما تقومون به هو الحرص على مصلحة البلاد والعباد, وإنقاذ الدولة والشعب كما تقولون: من فساد الرئيس محمد ولد عبد العزيز, فهل أنتم أشدَّ معارضة أو أكثر وطنية من الرئيس مسعود ولد بلخير ألا يسعكم ما وسعه؟؟ وإذا كنتم تثورون نيابة عن الشعب الموريتاني, هل كلفكم بهذا؟ وهل ما حصلتم عليه مجتمعين خلال الانتخابات الأخيرة من الأصوات يمكن أن يكون مرجعية يعتمد عليها فيما تقومون به؟ وإذا كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز يختطف الدولة كما تقولون, وقد حصل على أصوات:52 في المائة من الشعب الموريتاني خلال الانتخابات الأخيرة, فما الذي حصلتم عليه حتى تصادروا آراء الشعب الموريتاني في أغنية أو أمنية الرحيل التي أصبحتم ترددونها دونما كلل أو ملل؟ وإذا كنتم لم تستطيعوا بعد شهر من الدعاية والتطبيل, والوعد والوعيد, والترغيب والترهيب, لما سميتموه مهرجان الحشد الكبير, إذا كنتم مع كل هذا الجهد الجهيدْ, لم تستطيعوا جمع أكثر من 12 ألف شخص على أكثر القراءات مبالغة وتفاؤلا, وذالك من أصل ما يناهز المليون شخص يقطنون العاصمة انواكشوط, فبأي مصداقية تثورون, وعلى أي سند شعبي تعتمدون؟؟ وأخيرا هل تظنون أن بالرئيس محمد ولد عبد العزيز من الخوف والهلع ما يجعله يبادر لخلع نفسه قبل إكمال مأموريته عند أول دعوة منكم للرحيل؟هل أنتم واهمون؟! أم أن كلمة إرحلْ أمنية عندكم بتم ترددونها لا إيراديًا؟ ألم يصلكم قول القائل:[إن الأمانيَّ والأحلام تضليل]؟

ختاما وكمواطن موريتاني حريص على وطنه وأمنه واستقراره, ورفاهيته وازدهاره, أدعو الجميع إلى خطة سواء, فأقول وبالله التوفيق: أنه على جميع الساسة الوطنيين, وأكثر من أي وقت مضى, سواء كانوا في الأغلبية أو المعارضة, أن يترفعوا عن سفاسف الأمور ومكامن الضعف والخمول في نفوسهم, وأن يحكموا ضمائرهم جميعا من أجل تجنيب وطننا العزيز, كلما من شأنه أن يعصف بكيانه لا قدر الله, وألا تأخذهم في حماية البلد من المخاطر المحدقة به لومة لائم, وأهيب بهم جميعا, أن يحافظوا على سفينة الوطن وهي: تمخر عباب بحر هائج من المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية, حتى يصلوا بها إلى بر الأمان, فإنها إذا نجت نجوا ونجوا جميعا, وإذا لا قدر الله غرقت غرقوا وغرقوا جميعا, إن الوطن يا سادة, في موقف لا يحسد عليه من جفاف ماحق, وانسداد سياسي, وتأزم اقتصادي, بالإضافة إلى ما تشهده حدوده الجنوبية من مخاطر القاعدة المتربصة به دائما, ومن المخاطر التي يعانيها, ما يشهده محيطه الإقليمي من أزمات خانقة, وترهلات مستمرة, راحت ضحيتها حتى الآن كل من: الجارة الجنوبية مالي, وكذالك جمهورية غينيا بيساو, إن المخاطر الآنفة الذكر التي تحدق مجتمعة بالوطن, لتحتم على الجميع ولو لبرهة قصيرة, تناسي الخلافات الشخصية, والاعتبارات الضيقة سواء كانت حزبية أو إيدولجية, والتغاضي ما أمكن عن الأنانية المفرطة, والنرجسية المقيتة, من أجل إنقاذ البلد مما يحاصره من مخاطر جمة, وبعد ذالك عليهم أن يعملوا على إجراء انتخابات برلمانية وبلدية في أول وقت ممكن يشارك فيها الجميع دون إقصاء ولا تهميش لأي كان, وتكون نزيهة وشفافة وتكون الكلمة الفصل فيها لصنادق الاقتراع ولا شيء غير ذالك , حتى ينال كل ذي حق حقه, ويعلم كل قدره ومستواه لدى الشعب الموريتاني الأبي, وأخيرا يتفرغ الجميع لمعركة البناء والنماء, كل من موقعه وبما يملك, دون تخاذل ولا تكاسل, على السلطة التخطيط والتنفيذ, وعلى المعارضة النصح والتسديد, بلا تنابز ولا تنافر, ولا تحاسد ولا تدابر, وألا يكون حالنا كما قال الشاعر القديم:

[متى يبلغ البنيان يوما تمامه***إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم],,, وعلى كتابنا ومثقفينا بدلا من التخندق والتحيز والصراع لصالح فلان أو علان, في سجالات ومهاترات لا أول لها ولا آخر, ولا مصلحة أو فائدة ترجى من ورائها سواء كانت دنيوية أو أخروية, أقول: عليهم بدل ذالك أن ينهنهوا يراعهم, ويصونوا أفكارهم الغضة , عما لا فائدة ترجى من وراءه, بل على العكس من ذالك عليهم أن يشحذوا هممهم, ويأطروا أفكارهم, وينيروا رآهم, من أجل تنوير المجتمع والذب عن حياض الوطن ومقدساته, عليهم أن يثقفوا ويأطروا الجميع من ساسة ومواطنين, بما آتاهم الله من علم وأفكار نيرة, ورؤى ثاقبة, عساهم بذالك أن يساهموا مساهمة جادة, في انتشال هذا الوطن الجريح, من براثين الجهل والفقر والمرض والنسيان ....., وفي الختام أرجوا ألا يكون ندائي, كمن ينادي في واد, أو ينفخ في رماد, أو كقول الشاعر الماضي: [لقد أسمعت لو ناديت حيا***ولكن لا حياة بمن تنادي], (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقيَّ إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب),

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

الكاتب: المصطفى بن امون بريد أالكتروني : pap.elemana@gmail.com

كيفه بتاريخ:2012/06/26 م

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016