الصفحة الأساسية > الأخبار > أفق النهايات: تحليل/ الطالب ولد محمد محمود

أفق النهايات: تحليل/ الطالب ولد محمد محمود

الاثنين 14 أيار (مايو) 2012  23:50

لم يعد من الصعب تبين اقتراب لحظة المواجهة الكبرى بين أطراف المشهد السياسي الذين يتخندق كل منهم في طرف من المشهد في انتظار لحظة التفجير الكبرى التي باتت أقرب من أي وقت مضى، فالنظام الذي استهلك أغلب أوراقه لا يبدو اليوم في وضع يسمح له بمواجهة الكم الهائل من المطالب المتدفقة من كل الاتجاهات، و المعارضة المطالبة بالرحيل لا تملك اليوم خيارا غير المضي قدما في تصعيد نضالاتها و إلا أصبحت في خبر كان، و معارضة المعارضة (المحاورون) تتلمس موقعها في فضاء يزيد كل يوم ضيقا و تتسع فيه الهوة بما لا يدع مكانا لطرف ثالث.

احتراق الأوراق:

عندما أقدم بيرام على حرق أوراقه "الفقهية" لم يكن يدري أنه بذلك أحرق أوراقا كثيرة لأصدقائه و قدم أوراق لعب مجانية لأعدائه، فالمنسقية الباحثة عن تعويض مسعود كانت ترى فيه ورقة جماهيرية يمكن أن تخفف لوعة فراق حليفها القديم الذي تقول بأنه لم تعد تستهويه غير حياة القصور بعد أن أخذ منه الزمن ما أخذ. و ليست المنسقية وحدها من فقدت بحرق بيرام لأوراقه أحد رهاناتها، فالحركة الانعتاقية الجديدة و أجيال من شباب الحراطين رأت في حيويته و عنفوان خطابه أملا في مشاركة فاعلة لصناعة ربيع سياسي جديد للأرقاء السابقين. بيد أن الرجل كان يمارس نوعا آخر من السياسة النرجسية، فأحرق رصيده السياسي في لحظة "غير تشاورية" و أحرج أصدقاءه و حلفاءه، و قدم لولد عبد العزيز ورقة حولها لأوراق.. في البداية أراد من خلالها صرف الأنظار عن اعتصام المعارضة، ثم حولها لحملة مقدسة ظهر فيها "كحامي حمى الملة و الدين" قبل أن يجعل منها ورقة حمراء لإخراج فاعل متمرد و مشاكس من اللحظة السياسية و لو إلى حين، و الآن و قد كشفه تهافته في الاستغلال و التوظيف الانتهازي لقضية حرق الكتب فإنه يواجه غضبا صامتا من فئات واسعة من الحراطين و تحالفا مفاجئا بين "ايرا" و "لا تلمس جنسيتي"، تحالفا بدأ يقذفه بالحجارة في مناطق أرادها بعيدة عن الصراع!!

أين المفر:

كما وصل إلى السلطة ذات صباح عن طريق ردة فعل ظلت كل سياساته هي ردات فعل دائما، فهو يسير دوما على غير هدى كمن يقطع طريقا موحشا لا يعلم مجاهله، و بدون دليل و لا معرفة و لا رؤية يقرب عزيز البلد للمواجهة و قد أوشك منذ مجيئه على الدخول بالبلد في مرحلة الخطر أكثر من مرة. الأوضاع المعيشية بلغت حالة من التردي لم يسبق لها مثيل و أحوال الريف تنذر بكارثة إنسانية و هلاك محقق للثروة الحيوانية، و اليأس من التجاوب مع المطالب بلغ ذروته لدى قطاعات واسعة من الشعب، و الجيش يواجه خطر الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة مع التنظيمات المسلحة التي اشتد عضدها، و الحركات العنصرية تصعد خطاباتها في قراءة انتهازية للأوضاع، و في مواجهة كل ذلك لا يرى عزيز غير الحل الأمني أو التلويح بتنظيم الانتخابات النيابية و البلدية المؤجلة و التي إذا ما استمر الحال على ما هو عليه فقد يكون رحيله الطريقة الوحيدة لتنظيمها.

في الانتظار:

يتوارى اليوم أنصار عزيز عن الأنظار تاركينه يواجه مصيره منفردا و لعلهم سعيدون في المؤسسة العسكرية و أحزاب الأغلبية لأن المعارضة لا تطالب في الوقت الراهن إلا برحيله و هم مستعدون لممارسة لعبة أهل البلد القديمة بالترحيب بكل قادم جديد!!

و إذا ما قررت المعارضة المطالبة بالرحيل العودة في نهاية الأسبوع إلى الشارع فسيكون لزاما على كل طرف أن يمضي قدما في ما يهدد به فالمنازلة المؤجلة منذ الأسبوع الماضي ستأتي لا محالة، لكن ماذا لو أن مظاهرات أخرى اندلعت في نفس التوقيت؟ و ماذا لو انتفض الريف في حر الصيف الساخن؟ و ماذا لو أن الضباط ضاقوا ذرعا بحالة التأهب المعلنة منذ مجيئ عزيز؟ و ماذا لو أن .......؟!

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016