الصفحة الأساسية > آراء حرة > هل بدأت الثورة في موريتانيا حقا ؟/ الحسن ولد محمد الشيخ

هل بدأت الثورة في موريتانيا حقا ؟/ الحسن ولد محمد الشيخ

الأحد 13 أيار (مايو) 2012  15:39

يظن الكثيرمن الناس أن نسيم التحرر والإنعتاق من نير الجهالة والخنوع , الذي روض الشعوب العربية حقبا قد هب, و أن فجرا جديدا ولد بعملية قيسرية بعد مخاض طال انتظاره.

إنه فجر الثورة الذي حط رحله في فصل الربيع , منتشيا روائح زهره العليل , ومستجمما في الساحات مستمتعا بمناخ هادئ ومعتدل . لكن حرارة الشعارات التي جلب معه كانت نورا , فتح باب الأمل في نفوس المستضعفين والمحرومين من الناس , ونارا أحرقت كراسي طغاة تجبروا عقودا من الزمن , تميز نظامهم بالبطش والفساد . فسقط النظام في تونس ومصر وليبيا و اليمن , وانفتحت أخرى على شعوبها مجبرة لا مختارة . تلك الشعوب التي ظن الجميع أنها تعاني الضعف والوهن , ويعتريها الطمع والنفاق لصاحب السلطة والمال , حتى وصفها الشاعر نزار قباني بقوله " و العالم العربي إما نعجة مذبوحة أو حاكم غصاب " .

ومنذ فبراير 2011 بدأت النخبة السياسية المعارضة في البلاد , والطامحة للسلطة تنادي بإسقاط النظام الذي لم يكمل عامه الثالث , عكس الدكتاتوريات العربية العتيدة . فكثفت هذه المعارضة دعاياتها ومارست كل الأساليب لتجعل الشعب يخرج ولو ليوم واحد مناديا " الشب يريد اسقاط النظام "

تلك الجملة التي باتت تطرب الشعوب و تخافها الأنظمة , لكن نداءات المعارضة ومظاهراتها و اعتصاماتها لم تصل بعد إلى درجة الثورة , ربما لأن النداء كان من النخبة أولا , في الوقت الذي التحقت فيه النخب بالشعوب في البلدان الأخرى , و ربما لأسباب نجهلها ,غير أننا إذا حاولنا المقارنة بين بلادنا والبلدان الثائرة نجد:

* أننا لم نعرف الدولة في تاريخنا القريب, وبداوة الشعب وترحاله منعاه من الإنتماء الحقيقي لها

* فهم عرفوا الثورات ونحن لازلنا نتهجى تاريخها

* وأن الشعوب في البلدان الثائرة فقيرة لكننا أفقر

* وأن لديهم ساحات عامة ومدننا ليست مخططة

* وأنهم يضحون بأوقاتهم من أجل المصلحة العامة ونحن لم نعهد ذلك في ثقافتنا

* لاتحكمهم القبيلة و لا العشيرة غالبا, ونحن لازلنا نرضخ في أغلبنا لما يمليه زعماء القبائل

المتحالفين مع أي رئيس يحكم البلاد

* لانحفظ النشيد الوطني ولا نقدس العلم وهم يغنون أناشيدهم ويرفعون أعلامهم الوطنية * تنخر الوطنية عظامهم ونحن لانعرف عن الوطن غير اسمه

* انتماؤهم له وانتماؤنا للقبيلة أوالجهة

* يخرجون بعد صلاة كل جمعة و معارضتنا تطلب الخروج في الأربعاء المشؤوم

* ونجد أيضا أن أنانية حكامنا منذ الإستقلال عملت على تجهيل و تفقير الشعب مثلما حدث في كل البلدان الثائرة

* وأن شعارات من قبيل الحرب على الفساد والإصلاح ماهي إلا اسم على غير مسمى

* لكن في المقابل : نملك سمكا وحديدا ونحاسا وذهبا و نفطا وشعبنا فقير لا يتجاوز تعداد سكانه الثلاثة ملايين, وهم لا يملكون , فامتلكوا ناصية المبادرة وعبروا بصوت عال حتى زلزلوا الأرض من تحت جلاديهم , فتساقطوا واحدا تلو الآخر , كأعجاز نخل خاوية .

فهل نستطيع إذن تكرار الجملة ساعة تحت شمس صيفية حارقة, دون أن ننتبه للأسباب ,غير مبالين بتحرشات الشرطة ولا مكترثين بضغط الأهل والأحباب , وضعف مؤونة البيت, وبياض اليد والجيب ؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016