الصفحة الأساسية > الأخبار > بلدية كيفه: ما الذي أخرس فريق "تواصل"؟

بلدية كيفه: ما الذي أخرس فريق "تواصل"؟

الجمعة 12 حزيران (يونيو) 2015  06:55

بلدية كيفه

يحتل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية(تواصل) ثمانية مقاعد في مجلس بلدية كيفه- إذا لم تكن تسعة - مقابل 12 أو 11 مقعدا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية.

وقد استطاع هذا الحزب بفعل العمل القاعدي الدؤوب الذي نفذه على الأرض خلال السنوات الأخيرة مع غياب مشاركة نظرائه في المعارضة وتطلع الجماهير للتغيير على مستوى هذا المرفق الحيوي أن يوشك على إحلال الهزيمة بالحزب الحاكم في الانتخابات الماضية لولا استخدام الأخير للقبيلة والسلطة والمال. وبما أن هذا الحزب قد حصد فريقا من المستشارين يمكنه من التأثير بشكل كبير على سير الأمور بالبلدية فإن الجمهور الذي خاض الحملة إلى جانبه تمسك بالأمل وشعر بتحقيق مكاسب مهمة سيكون لها ما بعدها، ذلك أن المواطنين هنا رغم ما يتعرضون له من ضغوط وإكراهات من أجل تأييد "المخزن" يعلقون الكثير من الأمل والثقة في الشخصيات المعارضة التي تتاح لها الفرصة في تولي الشأن العام ولذلك فإنهم لا يعذرون هذا الصنف في أخطائه ولا يقبلون منه غير الانسجام في الأقوال والأفعال وهم مستعدون لمحاسبته عكس ما يتخذون من مواقف اتجاه الأطراف الموالية للسلطة التي لم ترفع شعارات تكذبها في نهاية المطاف.

إن المواطنين هنا يتابعون ويراقبون عن كثب أولئك الذين يحملون شعارات الإصلاح والعدل والمساواة وغيرها من القيم الرفيعة حتى يتم تجريبهم لاسيما إذا كان القوم يرفعون يافطة المقدس ويبشرون بالمدينة الفاضلة.

إنه يتحتم على أي طرف معارض يتمكن من ولوج مكان للتأثير أن يشعر بمسؤولية خاصة اتجاه الناس وأن يغتنم الفرصة لتنمية اعتقادهم فيه وأن تظهر بصماته بكل وضوح وأن يدوي صوته بقوة وأن يتخذ موقفا من كل قضية ليقنع الجماهير بأنه هو هو وأنه ماض في تحقيق أهدافه في تصالح جلي مع ذاته وضميره.

وهنا فإننا نرى أن فرصة تاريخية قد أتيحت لمستشاري تواصل وهم أعضاء في مجلس واحدة من أهم وأكبر بلديات البلاد، ومع أن الوقت يمضي بسرعة فإنه لا زال بوسعهم تلافي الأمر واتخاذ زمام المبادرة واسترجاع الاعتبار.

وفي هذا الصدد أقدم هؤلاء في الأشهر الماضية على خطوات كانت مثيرة للأسئلة وباعثة على الكثير من الدهشة؛ ومن ذلك تفويضهم المطلق للعمدة ليتخذ ما يشاء من قرارات رغم معارضة بعض رفاقه في حزب الاتحاد وهو الأمر الذي لم يستغله "التواصليون" فتم بهم تمرير القرار القاتل.

ثم صادق هؤلاء على الميزانية رغم عيوبها وباركوا الحساب المالي والإداري وبكل حماس صوتوا لقرار مثير وغير مسبوق تتحمل البلدية بموجبه عن العمدة فواتير الماء والكهرباء والهاتف، وعلى طول الفترة المنقضية من مأمورية العمدة كان مستشارو تواصل سباقين لرفع الأيدي لصالح العمدة الذي نجح في تمرير ما طاب من قرارات مستغنيا بهؤلاء عن مستشاري الاتحاد الذين عارض بعضهم كل هذه القرارات وكان بوسع فريق تواصل أن يتحالف مع المنشقين عن العمدة من أجل التأثير العميق فيما يحدث.

لا أحد يطالب هذا الفريق بما هو معجز ولا أحد يحمله أكثر مما يطيق ، لكن الرأي العام بمدينة كيفه يدرك كيف ذاب هذا الفريق وقصر وكيف تخلف عن أداء الواجب الممكن.

كان يمكن لهذا الفريق أن يشكل كتلة مزعجة للعمدة وأن يعمل على توجيه الأمور إلى الحد الأدنى صوب الطريق الصحيح ، كان بإمكانهم أن يملأوا المدينة ضجيجا في انحيازهم للجماهير ، كان من المتاح لهم أن يشاغبوا بكل إيجابية وأن يسمع صوتهم عند كل موقف وفي كل مناسبة أو حدث.

كان بوسعهم أن يتميزوا ، أن يعرفهم الناس بأسلوبهم، بتضحيتهم ، بشجاعتهم، بصراحتهم ، بمكاشفتهم ، باستعدادهم لالتقاط اللحظة واغتنام الفرصة لحظة ظهورها.

لم نسمع عن بيان أصدره هؤلاء في شأن هذه البلدية؟ لم يتم إبلاغنا بإيجاز أو تصريح لأحدهم حول قضية من القضايا.

لم يسبق أن نظموا نقطة صحفية أو أدوا خرجة إعلامية للتحدث للجماهير التي انتخبتهم عما يجري في هذه المؤسسة الحيوية فاكتفوا فقط برئاسة اثنتين من لجان العمل الأربعة المشكلة للبلدية.

اخفقت بلدية كيفه حتى الآن في تقديم اليسير للناس فالقمامة تحتل الشوارع والساحات والأسواق والعطش الخانق يهجر السكان وأصبحت وكرا مهجورا من طرف المواطنين فلماذا يصمت مستشاروا تواصل ؟كيف لا يخرجون إلى الناس ويبرئون ذمتهم؟

لئن نسي الناس بلدية كيفه لسلبيتها فإنهم يستحضرون أن الدار بها ثمانية من حزب تواصل المعارض فما دهاهم ؟ ماذا أصابهم؟ ما الذي أخرسهم؟

2 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016