الصفحة الأساسية > الأخبار > البيظان ولحراطين بريئون من بيرام وعزيز/محمد سالم ولد الشيخ

البيظان ولحراطين بريئون من بيرام وعزيز/محمد سالم ولد الشيخ

الاثنين 7 أيار (مايو) 2012  23:54

ما قام به بيرام ولد الداه ولد اعبيدي فعل مستنكر تمجه الأخلاق و يشنعه الدين و يرفضه كل حر أبي لأن حرق الكتب يعني انسدادا في الحوار و تبادل الآراء ، و يعني كذلك ضعف الحجة العقلية المقدمة من طرف الذي يحرق الكتب ليسكت مؤلفيها ، و لم تحرق كتب في التاريخ إلا و زاد ذلك من قراءتها و قرائها ، فهو أسلوب مستهجن لتوصيل الأفكار و الدفاع عنه.

و لقد اعتذرت إيرا عن فعلة بيرام الشنيعة و علينا أن نصدقها في اعتذارها و نكبر فيها شجاعتها أن لم تتمسك بالخطأ كما يفعل الكثيرون .

ما قامت به الدولة من تجييش لمطبليها و من مسيرات مفتعلة و معدة و ما قامت به من حملات إعلامية لتشويه صورة لحراطين و قضيتهم العادلة ، و تسييس جهدهم من أجل الانعتاق و التحرر و نعته كخروج على الملة ، فعل قبيح ينضاف إلى جملة أفعالها المذمومة التي عودتنا عليها ، و لا أستغرب شخصيا أن تكون الدولة ضالعة فيما قام به بيرام ، لأنه أخرجها من عنق الزجاجة التي أدخلتها المعارضة فيها ، بخطابها و نشاطها الدؤوب ،و خصوصا مع فشل حزب الدولة و الأحزاب المساعدة في إقناع الشعب الموريتاني بما يقومون به من حوار و تبادل الإعجاب و تمويهات لم تستطع أن تنسي المواطن في الحالة المزرية التي يعيشها ، في غلاء الأسعار ، في البطالة المسيطرة، في تحكم فئة قليلة في الأعناق و الأرزاق ، في تفرد شخص واحد ذي مؤهلات متواضعة بإدارة دولة بكاملها .

إن محاولة الدولة لتقديم ما فعله بيرام و كأنه مسؤولية كل لحراطين لشيء خطير، و كذلك محاولة تشويه النضال الحقوقي المسئول للحراطين و تقديمه ككبش فداء لمحرقة بيرام، و كذلك الاستقطاب الجاري و محاولة تقديم الموقف من القضية على أنه موقف من الدين، فالموقف الديني المعتدل والصائب و المتفق مع مبادئ الإسلام و ثوابته، و الذي صاحبه لم يتاجر به يوما و لا أخذته فيه لومة لائم هو موقف العالم و الداعية محمد ولد سيدي يحيى و الذي فطن إلى التسييس الخطير الذي تم به التعامل مع الملف .

الأنكى من ذلك و الأخطر هو محاولة تقديم الأمر و كأن لحراطين يعتدون على الدين و البيظان يدافعون عنه ، هذا أمر خطير و خطب جلل ، و جريمة وطنية يجب أن تحاسب عليها الأبواق التي تروج لها ،لأن الشريحتين وحدهما الدين عبر تاريخهما :تتمسكان به و تطبقانه و تعلوان من شأنه جنبا إلى جبن كوقوفهما في الصلاة منكبا بمنكب و ساقا بساق ، و يجب على علمائنا و مثقفينا و أولي الرأي منا أن لا يقبلوا ما تقوم به الدولة من تسييس لهذا الملف و تسيير يدفعنا إلى القسمة و الفرقة و يقدم الأمر على أنه يعني لحراطين من جهة و البيظان من جهة ، فالأمر يعني بيرام و ولد عبد العزيز ليس إلا ، و بقية الشعب منه براء ، و الدين يقول إنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، و العادات و الأخلاق و النظرة السديدة تتطلب الحكمة من الطرفين و رفض ما يحاول البعض دسه بينهما أو ترويجه من أفكار خبيثة .

فهذه فعلة المستفيد الوحيد منها هو الدولة ، فلا هي تدعم قضية لحراطين و تروج لها ، و لا هي تدعم موقف أي حزب من المعارضة ، و المستفيد الوحيد هو الحكومة و حزب الرئيس لأنه يحول عنه الضغط الشديد الذي كانت تمارسه المعارضة و يلف حوله مجموعة من الناس الذين لا يرون الصورة في اكتمالها و نضجها ، و إنما يسمعون ضجيجا يقفزون معه مولولين و مصيحين على ما يرون أنه مس من الدين أو اعتداء عليه ، و ما أظن ولد عبد العزيز إلا أحرج نفسه كثيرا ، فعندما قدم نفسه كحامي حمى بيضة الدين و الذاب عنه ، طالبه العلماء و من وقفوا معه بتطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقا حقيقيا و ليس اختياريا كتطبيق بني إسرائيل لها.

علينا جميعا أن نعرف أن القضية تتعلق فقط ببيرام و ولد عبد العزيز ، و أن المكونتان لا يمكن تفريقها ما افترق سواد العين عن بياضها.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016