الصفحة الأساسية > آراء حرة > الحس الأمني.. الغياب المثير/ الولي ولد سيدي هيبه

الحس الأمني.. الغياب المثير/ الولي ولد سيدي هيبه

الأربعاء 6 أيار (مايو) 2015  20:12

  • ظل الموريتانيون ينظرون إلى الأمن نظرة تفتقر إلى مقومات الحداثة و هو الأمر الذي لا يناسب المرحلة و يحسبون الأمن أداة يستخدمها الحاكم لحماية نفسه و إنه اضطلع بمهام أخرى فإنها لا تتجاوز الاشتراك الفعلي في حماية فعل انتشار الرشوة و عجز الدولة عن جباية ضرائبها و تضييق الخناق علي المواطن في أنشاطته الخدمية و التجارية من خلال سلطان البلديات، التي يتمثل همها الأكبر و حصريا في جباية الضرائب لغير البناء. و لإن كانت هذه النظرة السيئة تلامس بعضا من الحقيقة إلا أن الأمن أوسع مدارك في تشعباته و أشرف من هذا و هو بصفة الشمولية التي يجب أن تصبغه يتجاوز الشرطة إلى الجيش بكل مكوناته و الديبلوماسية بكل أوجهها إلى المواطنين بكل ألوان الطيف و تعدد التركيبة السكانية في كل مكان و من كل المواقع. و لو الوعي الأمني كان بهذا المستوى لما كانت البلاد قد مرت في منتصف العشرية الأولى من هذا القرن بوضعية خطيرة من الانفلات الأمني حيث باتت معبرا و مستقرا لهجرات بمستوى مخيف ضايقت المواطنين، و زاحمتهم إن لم تكن تحدتهم في مواطنتهم. و لما كانت البلاد كذلك موطنا لمنظمات إرهابية شكلت في مجلها و على اختلافها تهديدا حقيقيا للأمن العام كادت تزج البلاد على وقعه إذ ذاك في مشاهد من الاقتتال بين مجوعات مسلحة و رجال الأمن و ما أسفرت عنه من مطاردات و استنفار في كل أرجاء الوطن و الإعلان عن دخول الدولة مرحلة جديدة لم يكن بدا خلالها من ضرورة مراجعة السياسة الأمنية بأسرع ما يمكن و العمل على جبهتي إصلاح الأجهزة الأمنية و نشر ثقافة الأمن الذي أصبح مطلبا حضاريا و ضرورة عصرية ذلك بأن أمة لا أمن لها معرضة للزوال و إن لم يكن فأنها تظل مطأطئة الرأس لا أرض لها و لا كرامة. و جاءت الحرب المعلنة على الإرهاب من بعد تسارع وتيرة إصلاح الجيش و تدريبه و تسليحه فحققت أهدافا كبيرة على التهديد و دحرت الإرهاب بعيدا عن الحدود و استعادت سكينة كادت أن تغيب. حقيقة و إن كابر البعض و رفض الاعتراف بها إلا أنها قدمت لثقافة الأمن شوطا كبيرا و فتحت الباب واسعا للأخذ بأسبابه الحيوية و ضروراته القصوى. و لكن أوجه الأمن متعددة و لا يستغني بعضها عن بعض أبدا الأمر الذي ما زال النقص إلى الإلمام به ناقصا مما يجعل البعض في الميدان السياسي و الحقل الحقوقي و الفضاء الإعلامي غير مستوعب لخطورة التعامل مع جهات أجنبية و لو كانت سفارات الدول الشقيقة و الصديقة و مهما استصغروا الشأن الذي تعاونوا معهم على أساسه، فكل معلومة أو إفادة أو تحليل أو استقصاء أو إضاءات حول شأن البلد الداخلي سواء تعلق الأمر بقضاياه الاجتماعية أو خصوصيات بنيته أو تعايش مكوناتها أو حالته الأمنية أو مميزاته الاقتصادية و ما إلى ذلك من شؤونه و سياسته، تعد معلومة أو إفادة أو تحليلا أو استقصاء أو إضاءات في غير محلها و لا يجدر القيام بتقديمها إلا ان تكون القنوات الرسمية و الجهات المعنية على علم بها أو متعاونة في تقديمها. و في هذا إنما نكون قد فعلنا كما يفعل الجميع لصيانة بلدانه و كياناته.
  • أمن مرحلة الوعي بدولة الأمان
  • لقد بات من الملح جدا أن تدخل البلاد عصر فهم غايات الأمن في عالم تحدياته في هذا الشأن كبيرة و خصوصا بعد أن أضحى الإرهاب من خلال تنظيماته التي أصبحت أقرب ما تكون إلى الجيوش المدججة بالسلاح و المسلحة بالمعارف الاستخباراتية العالية و تمتلك آليات الضغط وتحيط علما بموازين التوريط عند الاقتضاء، إرهابا منظما و مالكا لقنوات التواصل مع الجريمة المنظمة و تجارة الممنوعات على اختلافها و كثرة مصادرها. هي إذا مرحلة تستدعي استنفار جهتي الإعلام و الدبلوماسية الأساسيتين لقيام الكيان و ضروريتين لتحصينه من هذه الآفة التي عصفت بدول و تهدد أخرى و تتربص الدوائر بالتي مازالت متمنعة. فإذا كانت الحرية الإعلامية مكسبا يجب الحفاظ عليه و الدفاع عنه فلا بد لهذه الحرية أن تتجاوز أو بالأحرى تتجنى على ثوابت البلد و مقدساته و حرمته و أمنه حتى يظل قادرا على الاضطلاع في دائرة التمسك بأخلاقيات المهنة الصحفية النبيلة و ضوابط أدائها بدوره في صيانة كل المكتسبات و على رأسها حرية التعبير المسؤولة و الرأي البناء. و لكن بالمقابل لا بد أن يكون الإعلام في حمى الديمقراطية و القانون و أن ينعم الصحفيون بالأمن و الحماية في أدائهم مهنتهم و أن لا يمارس عليهم ضغط من أي نوع كان أو يقعوا تحت طائلة اتهامات تمس كرامتهم أو تصادر حريتهم تحت أية ذريعة لا تستقيم. هذه المرحلة تتطلب جملة من الإجراءات أهمها التعاون مع الأطر الصحفية من نقابات و روابط الجديرة على ما بات يدعى تنقية الحقل الصحفي من الأدعياء و بسط قوة القوانين المنظمة و مراعاة المهنية و احترام المواثيق و التعهدات و التقيد بأخلاقيات المهنة.
  • ---
  • * تدور على ارتفاع 390 كيلومترا عن سطح كوكب الأرض وبسرعة 28 ألف كم في الساعة. وقد أطلقت لتأخذ محل ومهام المحطة الفضائية الروسية مير، ويتم الإشراف عليها بتعاون دولي.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016